ما زلنا كشعب ننتقد ونتذمر ونهاجم ونطلب التغيير في الحكومة وفي مجلس الأمة، رغم أن تغيير مجلس الأمة في أيدينا ولكننا غير قادرين على ذلك.
التغيير دائما ما يكون هو حديث الناس في الدواوين وفي وسائل التواصل الاجتماعي وفي الندوات السياسية، دائما ما نسمع ونعرض معارضتنا على أداء السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهذا الأمر اصبح ظاهرة حتى الشخص البعيد عن السياسة اصبح فيلسوفا سياسيا يردد ما يسمعه ويطلب تغيير الوضع للأفضل.
هذه الآراء قد تكون مستحقة ما دام التغيير يكون للأفضل، لكن السؤال: من بيده التغيير الحقيقي لأداء افضل من اجل الارتقاء بالبلد؟!
أليس أنتم يا شعب؟ يا من تملكون تنصيب من يمثلكم بمجلس الأمة والمجلس البلدي والنقابات والأندية الرياضية والجمعيات التعاونية وجمعيات النفع العام؟!
هل تعلمون أنكم تنتقدون أنفسكم ولا تعترفون بأنكم أنتم الجزء الأكبر في تدهور الساحة السياسية من خلال ممارساتكم الديموقراطية اللامنطقية والمبنية على أساس فزعات قبلية وطائفية وفئوية، أليست هذه الحقيقة التي قد تزعل البعض منكم؟!
ممارساتكم كفيلة بتدمير كل من يملك حسا إصلاحيا ولديه ضمير حي، حتى ان أمر البعض غريب جدا، يبحث عن الإصلاح العام ووقت مصالحه يجعل نائبه يخالف القانون على حساب المصلحة العامة، البعض يريد النائب مخلص معاملات فحسب ولا تهمه تشريعات عامة والا مكانه في البيت، وللآسف الحكومات المتعاقبة ساهمت في الخلل المجتمعي الذي نعيشه، لأن كثيرين من أبناء الوطن لا يأخذون حقوقهم المشروعة ألا عن طريق نائب أو متنفذ، بل دمروا الكفاءات واستبدلوهم بأشخاص لا يهمهم ألا الوجاهة والإنجاز تحت الصفر.
فالخلل المجتمعي هو أساس المشاكل التي نعيشها فانظروا بعين الحق لأداء مجلس الأمة وأداء المجلس البلدي، بل انظروا لوضع الجمعيات التعاونية ووضع الأندية الرياضية والنقابات، فكل ما يحصل بداخلها من استنفاع شخصي هو بسبب أصواتكم التي تمنح ليس على أساس وطني بل أساس قبلي وطائفي وفئوي، فلو استمر هذا الوضع فسيكون الدمار مضاعفا في السنوات المقبلة، ارحموا وطنكم وأجيالكم المقبلة بتصحيح توجهاتكم وتحويلها من شخصية الى وطنية، فمتى تصحون من سباتكم؟!
[email protected]