زرت منطقة «خيطان» قبل أسبوع ورجع فيني الشريط إلى زمن «جميل» بعيدا عن أي نكد أو مسؤولية.. استرجعت فيها ذكرياتي الجميلة ووقفت أمام بيتنا القديم والذي أصبح «محول» كهرباء كبيرا، فبدأت أكتب رغم «الدمعة» التي نزلت مني «شوقا» لتلك الأيام، فأنا مازلت «عاشقا» لخيطان ومازلت «طفلا» فأنا لن «أكبر» أمامها أبدا:
٭ تذكرت منازلنا الصغيرة المتلاصقة لدرجة انك إن عطست فسيقول لك جارك: يرحمك الله، تلك «الأطلال» كأنها تقول: لقد اشتقت إليكم وعلى «شطانتكم» فالحنين إليكم يتعبني، وتذكرت «أصدقاء» الفريج الله يطول بأعمارهم ويرحم من «توفي» واللعب نهارا وليلا وكنا «حفاي» رغم حرارة الشمس القوية على «الأسفلت» وكأن تحت أرجلنا «حدوة» ما شاء الله لا يصيبها مكروه! فكان اليوم «مملوءا» بالترفيه أما الدراسة فكانت آخر همنا!!
٭ تذكرت سوالف حريم الفريج عندما يتجمعن عند «جدتي» أم مبارك على شاي الضحى فكانت «المائدة» تحتوي على خبز إيراني وباجيلا ونخي وخضرة وسمبوسة وبعض الحلويات، بالإضافة للشاي ويبدأن بالسوالف عن ذكرياتهن القديمة والحياة اليومية والكلام عن فلانة بأن لازم نزورها لأن «زوجة» ولدها قد ولدت ثم تبدأ مرحلة «الحش» عن فلانة وفلانة وبالأخير يقولن: مالنا شغل فيهم!! إنزين والحلقات السبعة اللي تكلمتوا عنها وين راحت!!
٭ تذكرت سوق «خيطان» القديم فكان بالنسبة لنا جميعا أحلى سوق، فكل ما تحتاج إليه كان موجودا رغم «بساطة» محلاته وبضاعته، ولكنه بعيوننا في ذلك الوقت «الأفنيوز» حاليا، تذكرت الألفة بين الجميع والتواضع والحب والصداقة.. بدون «نفاق» ولا مصلحة فكلنا على قلب واحد، فلكل موسم له «ألعابه» وما أكثرها.
٭ تذكرت روضة الربيع والتي أغلب «أبنائها» قد درس فيها وكذلك بقية المدارس الأخرى وخاصة مدرسة عمر بن الخطاب المتوسطة وكيف كنا «نهاب» المعلمين ولهم هيبة واحترام رغم أن «أغلبهم» يضرب بالعصى حرصا منهم على تعليمنا، تذكرت أيضا آباء ربعنا الله يرحمهم برحمته وكانوا لنا أيضا «آباء» لهم السلطة كحال آبائنا «يكفخوننا» في حالة سوء سلوكنا دون الرجوع لوالدنا لأخذ الإذن.
أخيرا.. إن الأماكن القديمة «قصص» بلا لسان فصعب جدا أن ننساها، تذكرنا من كانوا معنا بالأمس وقد رحلوا عنا اليوم، نتذكر تفاصيلها رغم السنين الطويلة لأنها محفورة بالقلب، تحية كبيرة لمن سكن خيطان القديمة.
[email protected]