بقلم: حسنة محمود
التقى العصفور بقلم عند طرف البستان فحياه وسأله: ماذا تفعل هنا؟
قال القلم والهم باد على ملامحه: أبحث عن شيء يخصني وحدي.
قال العصفور: ما هو؟ ربما أستطيع المساعدة في البحث عنه.
قال القلم: لا.. لا تستطيع، ربما أخذه شخص ما واستخدمه.
قال العصفور: ربما أحضره لك أو أحضر لك شيئا يشبهه.
قال القلم: لقد اختفت صديقتي.
دهش العصفور كرر السؤال: من هي حتى أخبرها كي تعود إليك؟
قال القلم: صديقتي الورقة البيضاء، أنا حزين لأن صديقتي الأخرى الفراشة تنتظر، فقد وعدتها أن أرسمها وأزركش جناحيها. وكذلك تلك العصفورة الرمادية التي تسكن قرب النبع. فقد وعدتها أن أرسم لها عشا فوق تلك الشجرة المجاورة للنبع لتضع فيه بيوضها.
قال العصفور: تذكرت.. لقد رأيت طفلا صغيرا وضع زورقا صغيرا مليئا بالأزهار في النبع ليسير مع الماء.
ثم أضاف القلم: وتلك الطفلة التي كانت تبكي تريد أمها فقد وعدتها بحكاية عن الجنية ذات القبعة الحمراء التي تحب الأطفال الشطار والتي حولت العصفورة الصفراء إلى صبية شقراء تزور الأطفال وتقدم لهم الهدايا وتحكي لكم الحكايات.
ثم تنهد بحسرة وقال: ما يحزنني أن تلك الصبية السمراء التي سافرت بعيدا عن أمها وطلبت مني أمها أن أكتب لها رسالة وقصيدة حب مضمخة بأريج الشوق لعلها تعود بسرعة.
أستأذنه العصفور لحظة ورفرف محلقا في الفضاء، غاب قليلا ثم عاد وفي طرف منقاره ورقة بيضاء وفي رجله علبة ألوان صغيرة قدمها هدية وعربون صداقة بينهما.
شكر القلم العصفور وتقبل الهدية.