يعرف تعيين الباراشوت في الكويت بأنه تعيين شخص من خارج المؤسسة أو المنظمة بمنصب قيادي، ومن الطبيعي أن يستاء موظفون ومواطنون من المؤسسة إذا كانت وزارة تسعى للخدمات، ويأتي ذلك باعتبار أن تعيين الرئيس أو الوزير أو غيرهما من مناصب محصور على من هم في داخل المؤسسة نفسها لكونهم عارفين بأمور المؤسسة وثقافتها وأيضا كنظام تكنوقراط.
لكن في المؤسسات التجارية يكون هذا الإجراء طبيعيا جدا، بل قد يكون أفضل أحيانا خصوصا عندما تواجه المؤسسة تحديات كبيرة مثل وجود منافسة شرسة في السوق أو مواجهة الإفلاس، لذا يتم تعيين شخص من خارج المؤسسة للقيام بالتغيير والنجاح ويكون شخصا له سيرة ذاتية ونجاحات تذكر لكي يتم إقناع مجلس الإدارة بقدرته على القيادة والنجاح. وهناك أمثلة عديدة لأشخاص استطاعوا تحقيق النجاح عندما ترأسوا مؤسسات جديدة مثل Casper Rorsted الذي ترأس شركة Henkel وحقق نجاحا باهرا عندما غير في استراتيجيتها وطريقة الشركة في العمل، وهناك أمثلة عديدة أخرى لقادة ناجحين قد لا يسعنا مساحة المقال لذكرهم.
وبالرغم من ان هناك نماذج ناجحة، هناك أيضا نماذج فاشلة، لأنه في عالم الأعمال لا يوجد شيء مضمون، ونأخذ مثالا Ron Johnson الذي نجح نجاحا باهرا في شركتي Apple وTarget بتحويل أنشطة بيع التجزئة لتصبح أفضل ولكنه فشل فشلا ذريعا في محاولة انتشال شركة J C Penny من الفشل وذلك بسبب ثقته الزائدة وعدم فهمه لنوعية الزبائن.
فنعم لتعيين الباراشوت إذا كان ذلك من شأنه أن يحقق نجاحا في المؤسسة وأن يقلبها رأسا على عقب من أجل المصلحة العامة، اما إذا كانت لإرضاء فلان وعلان او قبيلة او طائفة على المصلحة العامة فلا شك أن ذلك سيغضب الموظفين والمواطنين لأنه يعطي رسالة صريحة بأن من تعرف أهم مما تعرف. عندما تكون هناك شفافية في اختيار القائد أيا كان منصبه في المؤسسة او الوزارة وتوضيح إنجازاته سيكون هناك تقبل أكثر له وسيعمل الجميع معه لانه لا أحد يستطيع الإنجاز وحده بل بروح الفريق الواحد.