الدين كما يقولون: «عمات عين»، تلك المقولة قالها لي صديق عندما اشترى ابنه «سيارة» غالية الثمن من نوع جيب يتباهى البعض من الشباب بركوبها! يقول الصديق: إن راتب ابني بالكاد يكفيه لنهاية الشهر ولكن بعد شرائه تلك السيارة بالأقساط أصبح الراتب لا يكفيه لمدة 10 أيام وبقية الشهر يبدأ بـ «الطرارة» مني أو من أمه! تعبت وأنا أكلمه بأن يبيع تلك السيارة على «أقساطها» ويشتري سيارة «ثانية» قسطها معقول فنحن حالتنا المادية ككثير من الأسر الكويتية على قد حالنا ولكنه يقول لي: إن ربعي راح يعرفون بأني على قد الحال وإنني «توهقت» بشراء تلك السيارة ويبدأون بالتطنز علي وما أقدر بصراحة أبيعها، أتحمل «الأقساط» ولكني لا أتحمل الطنازة ومعايرتي!
ذلك الشاب ليس قياسا لآخرين، فمن يملك مالا يستطيع أن يشتري أي سيارة يريدها عليه بألف عافية، لكننا «تعلمنا» من آبائنا أن نكون حريصين عند شراء ما نريده وألا نجعل «قسطنا» مرهقا علينا حتى لا يكون ذلك القسط «عبئا» ثقيلا علينا ويجعلنا نقصر بواجباتنا الأخرى، فالدنيا ليست مرتبطة بسيارة «كشخة» للتباهي بها أمام الآخرين، فهناك التزامات أهم بصراحة من سيارة ولكن أصبح البعض «غرقان» بالمظاهر أكثر من الأساسيات.
إن المظاهر التي أغرقت الكثيرين بالديون جعلتهم يتفاخرون حتى في بيوتهم وبتصميمه وبأثاثه.. وتناسوا أن المنزل هو للسكن وليس للتفاخر! ومازال البعض أيضا يحكم على الناس من خلال مظهرهم فلهذا السبب تجد حرص الكثيرين على شراء الماركات بأنواعها المختلفة من أجل «لفت» نظر الآخرين دون أن يفكر لحظة واحدة بأن «الملابس» وجدت للستر وليس للتباهي أمام الناس وهناك مقولة تقول: أفضل أن أجلس بمفردي أفضل من الجلوس مع أشخاص ينظرون إلى ماركة حذائك قبل عقلك! أضف إلى ذلك أن هناك من «يتباهى» حتى في «الكافيه» الذي يتواجد فيه دون الاهتمام بنوعية القهوة والخدمة، كل تفكيره بأنني موجود في المكان الفلاني المشهور.
٭ أخيرا: لا تخدعك المظاهر فبعض الناس مثل بعض الروايات الحديثة الغلاف «روعة» والمضمون سيء، فاحترس أن تحكم على الإنسان من مظهره، فكثير من الناس في هذا الزمن أغلى ما فيهم «ثيابهم» وأثمن ما يملكون ساعاتهم ومجوهراتهم.
[email protected]