فيروس كورونا الذي أقلق العالم بأكمله وصل للكويت، وهذا الأمر طبيعي بسبب سرعة انتشار الفيروسات ولتوافر وسائل التنقل السريعة، فحامل للفيروس في باريس مثلا يصل للكويت خلال ساعات بفضل الطائرات ويبدأ الفيروس بالانتشار، فالتحكم به ليس بالسهل. وقد جرت العادة أن ننتقد الحكومة بالطالعة والنازلة لما نراه من قصور وتخبط باتخاذ القرارات ولكن بعد وصول فيروس كورونا الكويت كانت الإجراءات محترفة والتنسيق بين الوزارات والجهات الحكومية منظم ويصب في مصلحة البلد.
عند إدارة الأزمات هناك قرارات مصيرية يجب ان تؤخذ ولا يتم للالتفات لرأي فلان وعلان، وذلك لحساسية الموقف وسرعة اتخاذ القرار. ولكن يصر البعض أن ينتقد وينتقد لمجرد الانتقاد، علما بأن الوضع يحتاج إلى مختصين من الأطباء لمعالجته ووزارة الصحة اكثر وزارة بها متخصصون بهذا المجال ولكن نرى من بعض الأخوة غير المختصين انتقاد إجراءات الحجر الصحي وكيفية معاملة المصابين بالمرض رغم تخصصاتهم البعيدة عن الطب، ولكن يبدو أن الجميع يحب الظهور على الساحة ولو على حساب صحة المواطنين.
ورغم توفير سبل الراحة للمصابين وعمل التعهد بعدم الخروج من المنزل، إلا أن هناك من يأبى التعاون و«يبي كل شي على كيفه» معرضا صحة الآخرين للخطر، وهذا يبين حجم اللامبالاة عند البعض ويجب اتخاذ إجراءات قانونية حتى يحترم الجميع الوضع الذي تمر به الدولة. وما يستفز أيضا ربط ظهور الفيروس بغضب من الله على الصين، وهذا الربط غير المنطقي الذي يذكرنا بربط الظواهر الطبيعية مثل البرق والرعد بأنها علامات غضب الرب ليست إلا خرافات، لأن العلم أوضح أنها ظاهرة تحدث لأسباب معينة وإلا إذا أراد الله معاقبة الصين بالفيروس فما ذنب العالم كله؟ فكفى تفسير كل شيء بالدين حتى لا يفقد الناس إيمانهم.
وللأسف ظهر لنا الوباء الطائفي المُبتلون به كون المصابين عائدين من إيران، ولو كانوا عائدين من دولة أخرى لرأيت ردة فعل مختلفة وبل مؤازرة لتلك الدول ودعمها ضاربين بعرض الحائط صحة المواطنين، وان تسكير الحدود لحماية الدولة هو إجراء طبيعي. فينتظرون أي شرارة ليبثوا سمومهم ويصبح التركيز على جدل عقيم بدلا من التركيز على المشكلة نفسها.
في الختام، كل الشكر لوزارات الصحة والتجارة والإعلام وغيرها من الوزارات والهيئات التي تكاتفت من اجل البلد وبينت قدرتها على إدارة الأزمات، وقد تكون هناك أخطاء في اتخاذ القرارات، وهذا أمر متوقع لكون طبيعة الموقف الذي يستدعي قرارات سريعة ولكن هناك من يتربص بالوزراء من النواب ويتوعد باستجوابهم مسببا لهم المزيد من الضغط والذي هم بأمسّ الحاجة للدعم.
SaqerG@