العالم يمر بظروف استثنائية بسبب انتشار فيروس كورونا في معظم بقاع الأرض، وأصبح وباء يهدد حياة العالم اجمع على الأصعدة كافة، وباتت شراسته تتمدد وتتزايد بشكل مخيف ومرعب في كل العالم، حتى ان هناك دولا أعلنت انها فقدت السيطرة وتستنجد المساعدة أمثال إيطاليا.
وأيضا تصريحات كبار قادة العالم تنذر بالخطر الكبير ومنهم رئيس وزراء بريطانيا جونسن الذي قال لشعبه «ستفقدون احبابكم قبل وقتهم»، ورئيس الصين قال «اننا نخوض معركة خطيرة ضد فيروس شيطاني»، والرئيس الفرنسي قال «نمر بأسوأ أزمة صحية منذ مائة عام»، ورئيسة ألمانيا قالت «نتوقع إصابة ٧٠% من السكان».
ولكن إرادة الصين وشعبها انتصروا على هذا الفيروس من خلال إيمانهم العميق بأنهم قادرون على تخطي هذه المرحلة من خلال تضافر الجميع بكل اجهزتهم وشعبهم انصاع للتعليمات، واستخدموا حتى العقوبات على غير الملتزمين لأن الامر يتعلق بأمنهم القومي حتى لا يصلوا لمرحلة فقدان السيطرة مما يؤدي الى انهيار اجهزة الدولة بأكملها.
ولو اتينا لوضعنا المحلي، قالها لكم وزير الصحة د.باسل الصباح «أستحلفكم بالله البقاء في منازلكم» وهذه العبارة تنم عن مسؤولية وطنية من اجل صحة الجميع، والكل يرى الجهود المميزة والمشكورة من ادارة الدولة للحدّ من انتشار فيروس كورونا، وإن كانت هناك بعض الأخطاء لكن لا نود ذكرها في الوقت الراهن لأننا نعيش حالة استنفار طبي وأمني واجتماعي لمكافحة انتشار هذا الوباء، فالأولى أن نقف بجانب الادارة الحكومية ونشد من ازرهم حتى نتجاوز هذه المحنة بسلام.
مثلما الحكومة لديها مسؤوليات، أيضا المواطنون والمقيمون عليهم واجبات مجتمعية في تلك الظروف، عليهم الالتزام بكل تعليمات الحكومة ومنها وزارة الصحة وعدم المكابرة بالأمر، عليهم عدم نشر وسماع الشائعات، ويجب اخذ الاخبار من مصادرها الرسمية، فضلا عن أهمية تطوع الشباب اذا احتاج الأمر وهذه مسؤولية وطنية تستوجب حضورها في تلك الأوضاع، والأهم هو بقاء الناس بالمنازل وعدم الخروج منها إلا للضرورة وهذا الأمر يسهل عمل الطاقم الطبي والأمني ويحدّ من انتشار الفيروس بين الناس.
كما نتمنى من القطاع الخاص المساهمة لوضع امكانياته تحت تصرف الحكومة مثل المستشفيات الخاصة والفنادق وشركات المواد الغذائية، فهذه المواقف تسجل لكم وتخلد بتاريخ وطني، والكويت تستاهل من يضحي لأجلها.
ونسأل الله العلي العظيم ان يرفع عنا وعن العالم هذا البلاء والوباء.
[email protected]