أبدأ مقالي بحمد الله الذي وهب لنا هذا الوطن العظيم، ووهب لنا فيه ومنه رجالا ونساء معطائين، أصحاب كفاءة ولا يتوانون عن خدمته وعطائه، وما فعلوه- وما زالوا يفعلونه- يوازي أفعال الأبطال في الحروب بالعصور الماضية.
«فيروس كورونا» أزمة تجتاح العالم منذ أكثر من 4 أشهر، أظهرت العديد من المشاكل، فهذا الوباء قيّد حركة البشرية، وضرب اقتصاد العالم، وهزّ العلم والعلماء، وكل هذا بسبب «فيروس».
اليوم وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي الهائل والتطور العالمي في شتى مناحي الحياة، لم يتمكن العالم من محاربة هذا الفيروس والقضاء عليه، فأصبح الكون عاجزاً أمامه، لأن قدرة الله عز وجل أقوى من قدرة الخلق.
وقد وصل عدد المصابين بهذا الفيروس إلى نحو مليوني مصاب، وبلغت الوفيات أعدادا كبيرة.
وكما أظهر هذا الوباء كما ذكرنا آنفا العديد من المشاكل في دول العالم أجمع، أظهر مشاكل متعددة في الكويت، كان أبرزها تجار الإقامات، والعمالة السائبة والهامشية، والتكدس العشوائي، وعدم تطبيق القرارات والالتزام بالقانون، وكان أهم ما أبرزته تلك الأزمة هو سقوط الأقنعة، نعم أقنعة الكثير من الأشخاص والهيئات والمؤسسات، الذين كانوا يتشدقون بحب الوطن، وبالدفاع عن مقدراته والمساهمة في نمائه، ولكن اتضح كذبهم وغشهم وزيفهم، وأن همهم الأول والأخير كان مصلحتهم فقط، فعندما وقعت الأزمة تواروا خلف الجدران، وذرفوا الدموع على نفوذهم وأموالهم، بل وطالبوا الدولة بتعويضهم عن خسائرهم المزعومة، على الرغم من مكاسبهم الهائلة على مدار سنوات وسنوات.
وعلى الجانب الآخر أظهرت الأزمة أبطالا من الأشخاص والمؤسسات، خاصة دور الجمعيات التعاونية الذي ظهر جليا وواضحا ومشرقا، والمتطوعين من أبنائنا وبناتنا الذين هبوا للوقوف مع وطنهم في أزمته، وساعدوا الجميع، مواطنين ومقيمين، ولم يتأخروا بوقتهم أو جهدهم أو مالهم، وكما يقال «من المحن تأتي المنح»، و«في الشدائد تظهر المعادن».
هذه هي الكويت دائما منذ نشأتها، يد واحدة، وقلب واحد، وروح واحدة.
حفظ الله الكويت وأهلها ومن يعيش على أرضها من كل سوء.
[email protected]