الدفتر الأول: دفتر الموعظة
كثيرا ما يضع الإنسان الحجارة في طريقه فيعيق حركته، ولك أيها الأخ القارئ أن تتعجب مما أقول لكنها الحقيقة فإن طريقنا لمعرفة الحقيقة ممهد لولا ذنوبنا التي نرتكبها ونرميها في طريقنا أمامنا، ولذلك فإن الموعظة هي الجهاز الذي يستطيع أن ينظف الطريق لكنه لكي يحقق نتائج واقعية فإنه لابد أن يسمع بصدق ويستخدم بيقين، وحينئذ فقط يمكننا أن نرى التغيير في الإنسان.
الدفتر الثاني: دفتر الاعتراف
الاعتراف سيد الأخلاق ونقطة الارتكاز في أي تغيير يقوم به الإنسان ولا يتحقق الاعتراف الا بالصدق مع الله والخضوع له ومناجاته، وشهر رمضان شهر الدعاء والالتجاء إلى رب البرايا وخالق المخلوقات، ولا شك أن الإنسان عندما يكون في محراب الاعتراف فإنه يكون قد عرف نفسه، عرفها باليقظة والانكسار والندم والخضوع لرب العزة طلبا للعزة، ولكنها العزة التي تنير أرواحنا وليست الثقة التي تثير فينا الروح الطاغوتية والحالة الفرعونية، ان الاعتراف يحمينا من فيروسات الخبث والكبر التي تلتهم الأرواح الصافية.
الدفتر الثالث: دفتر التدبر
التدبر في كتاب الكون والتدبر في كتاب الذات هما في الحقيقة صنوان متلازمان مع التدبر في كلمات الله وكتابه العظيم، وشهر رمضان هو ذاك الزمان المقدس الذي نزل فيه القرآن الكريم، ولذا فإن لياليه هي ليالي الهدى وأيامه هي أيام الصبر، ولقد ذكر الله في كتابه انه مع الصابرين والصوم صبر، لكن مهلا مهلا أيها القارئ فالصبر ليس تحمل الأعباء الثقيلة، بل انه حمل الرسالات الهامة بصدق وحب ويقين، ورسالة الصوم هي رسالة الله إلى أرواحنا فهي خطاب الذات مع الذات من الذات فهو أقرب اليه من الوريد والتدبر لا يأتي إلا من الروح وهو نور من الباطن نور من الضمير نور يخترق البصيرة ليجدد لها الحياة والتألق.
الدفتر الرابع: دفتر التوحيد
الصوم توحيد للغاية التي يسعى إليها الإنسان وتوحيد للرسالة التي لابد أن يحملها الانسان وتوحيد لمن أوجدنا في هذا العالم فهو سبحانه يريدنا ان نكون منه واليه لنرجع اليه راضين مرضيين.
هذه دفاتر رمضانية ولم أسود صفحاتها بل وضعت لك خططها، أما دورك أيها الانسان فيأتي عندما تملؤها بأنوار الصبر والطاعة والتوفيق.