لا يمكن لأحد لا يفقه في الطب ولا يملك إحصائيات دقيقة أن يجزم بقرب انتهاء الحرب العالمية ضد وباء كورونا المستجد في ظل ازدياد تفشي الوباء وارتفاع أعداد المصابين حول العالم مع عدم اكتشاف اللقاح المضاد لهذا المرض والذي ممكن أن يحسم تاريخا فعليا تنتهي به الأزمة.
وعلى الرغم من بساطة الفكرة وسهولة فهمها نجد الإعلام المتخبط مع نفسه ما زال ينشر معلومات مغلوطة حول مواعيد انتهاء حظر التجول وتلاشي الوباء، وصولا إلى أنه قريبا ستعود الحياة كما هي دون مصدر حكومي أو رسمي لهذا الخبر ثم يشحن الشارع الكويتي وينشر الذعر.
الأكيد أن هذه الإشاعات لن تهدر جهود الدولة ممثلة بالمباحث- الإدارة العامة للمباحث الإلكترونية- فحسب وإنما أثرها يعود على تصرف الفرد وسلوكياته المغمسة بالذعر التي تدعوه لشراء كل ما يراه أمامه في الجمعيات التعاونية خوفا من تضارب تواريخ انتهاء تفشي الوباء وتجعل الفرد ضحية تجار الذعر الذين يستغلون حالته النفسية ليبيعوا السلع بأسعار مضاعفة فيخضع لأسعارهم دون جدال.
هذه الأزمة ستزول، ولكن القول إنها ستزول بعد أسبوع أو اثنين إنما هو بمنزلة إثارة شائعات ليس لها أساس من الصحة، ولماذا تصرح بشيء لم تقل عنه شيئا الجهات الرسمية في الدولة؟
علينا أن ندرك أن الوباء المنتشر سيبقى لمدة تقترن بمدى التزامنا بالتباعد الاجتماعي.
والعجيب في الأمر أن الدول الكبرى أصبحت تحمل الأرقام والنسب الكبرى في الإصابة بهذا الوباء الذي يظل غامضا ولا نعلم الأسباب الحقيقية وراء ظهوره وانتشاره، والى يومنا هذا فإن المعلومات والتجارب والخبرات تتناقل عبر منظمة الصحة العالمية، وقد وضعت مبادرة تعاون عالمية لتسريع اكتشاف اللقاحات الجديدة لمواجهته، بيد أنه من الناحية الأخرى هناك أثر إيجابي للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدوي إذ عفت الكرة الأرضية من سوء الممارسات البشرية ففي خلال مدة بسيطة قلّت انبعاثات الغازات السامة من المصانع وهبط معدل التلوث البيئي على المستوى العالمي، قلّ سكب المواد الضارة ومخلفات المصانع في البحار وكذا نفايات الأفراد والبلاستيكات القاتلة الخانقة لحياة البحر.
فمن يذهب الآن إلى بحر الكويت لن يصدق عينيه عندما يرى صفاء زرقة المياه التي كانت قبل فترة خضراء مختنقة.
ويبدو أن شيئا من حياة البرية أخذ يقترب إلى الشوارع المهجورة باسطا حضوره المفعم بالأمن.. وانها للمرة الأولى منذ زمن طويل تتعافى طيور السماء من الموت بعدما كانت تعاني من القنص الجائر والصيد المفجع الذي لا يترك منها صغيرا ولا كبيرا إلا أماته.