تأخر المرفق الصحي في استقبال صديق لي في المستشفى اثر إصابته بفيروس «كوفيد ـ 19» بسبب الضغط الهائل على الطاقم الطبي والأسرة والمرافق الصحية، وكذا مراكز الإيواء التي أوشكت على الانهيار أمام العدد الهائل من المرضى المتلقين للرعاية الصحية لإصابتهم بكورونا.
وكان قد تم إبلاغ صديقي بأن نتيجة التحليل أتت إيجابية بإصابته بالفيروس وانه يجب أن ينتظر المستشفى لحين استقباله نظرا لعدم توافر سرير شاغر له في المستشفى وانه يجب عليه أن يعتني بنفسه.
كل هذا الحزن والأسى يأتي على هذا البلد الذي تم استغلاله أسوأ استغلال من تجار الإقامات الذين كدسوا البلد عمالا فلم يعطوهم حقوقهم في العمل وفي التأمين الصحي ورموهم في وضع غير قانوني بالدولة ليمثل ذلك ضغطا على المرفق الصحي ويؤثر في تلبية احتياج المواطن والمقيم.
نعم تجار الإقامات قد سرقوا الوطن، فهم من سرقوا السرير الذي كان يفترض لصديقي أن يتلقى به العلاج، وهم من سرقوا حقه في الرعاية الصحية العاجلة،
وسرقوا الفرص العلاجية التي كان يفترض أن تتوافر بشكل كاف، فمتى تستيقظ الجهات المسؤولة من سباتها العميق وتنقذنا من وباء تجار الإقامات الأخطر والأشد فتكا من وباء «كوفيد ـ 19»؟!
أما ما تقوم به الحكومات المجاورة من تعطيل إجلاء المقيمين الراغبين في العودة إلى ديارهم بذريعة البيروقراطية والتعقيدات الإدارية فإنما هي بذلك تتجنى على حق مواطنيها في حرية التنقل وحقهم أمام دولتهم في رعايتهم وتوفير المعاملة الكفيلة بالحفاظ على حقوقهم.. وما تقوم به هذه الدول ينذر بلاشك بأنه بعد زوال هذه الأزمة يجب أن تتخذ قرارات حاسمة بهذا الشأن للمستقبل تردع الانتهاكات الحاصلة لحقوق هؤلاء المقيمين، وكذا إيقاف التجاوزات التي لا تعتبر من قبيل صيانة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
بعد أن التهم تجار الإقامات الطاقة الاستيعابية للكويت من مستشفيات وفرص عمل ومرافق عامة، للأسف تشوهت كل هذه المرافق بسبب الاستغلال والأنانية والأضرار التي أتت من تجار الإقامات، فبعد أن استغلوا وطني لا أحد منهم اليوم يمد يد العون للكويت، فهل هذا جزاء دولة عاملتهم بثقة وبالقانون وبتحضر؟!
سراق الوطن ينعمون بالمال الحرام الذي تحصلوه من بيعهم إقامات وفرص عمل وهمية على ظهور كثير من المقيمين، كما أنهم يهربون من حقيقة أن كل هذا الفساد هم الذين نشروه في الكويت وتأذى منه الكويتيون بسببهم هم، فحسبنا الله ونعم الوكيل وهو نعم المولى ونعم النصير.