«كورونا»، فيروس وبائي صغير، كما يقال لا يرى بالعين بالعالم أجمع، وفتك بالبشرية وأوقع إصابات ووفيات، كما جرد العالم من اقتصادياته واستثماراته وصناعاته وغيرها من هذه الامور، «سبحان الله، الواحد الاحد، الفرد الصمد».. فيروس صغير شلَّ وأربك سبعة مليارات نسمة، ولذلك علينا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن نعود الى الرشد والصواب والعقلانية في جميع امور حياتنا، وأن نتعظ بما نحن فيه حاليا من أمراض بسبب هذا الفيروس، فقد حُرمنا من امور كثيرة نشتاق إليها في شهر رمضان وعيد الفطر الذي سيقبل علينا ونحن في بيوتنا، حُرمنا من عاداتنا الاجتماعية الجميلة والأصيلة والتي منها «الزوارة» بين الاهل والإفطار معهم. ومن حلاوة تجد المساجد في صلاة التراويح مكتظة بالمصلين في كل مناطق الكويت، وفي العشر الاواخر ترى الناس تسعى إلى «صلاة القيام» في المساجد والقلوب والابصار والافئدة خاشعة في صلاتها، ولكن بسبب هذا الفيروس والوباء الذي انتشر حُرمنا من كل ذلك، فنسأل الله تعالى أن يحمينا منه، وأن يعيد حياتنا الجميلة وعباداتنا وعاداتنا ومناسباتنا السعيدة إلى ما كانت عليه.
والقارئ للمشهد الحاصل يجد أن المشكلة ليست فقط في فيروس ظهر، لأنه للأسف ظهرت آفات جديدة سيطرت على الشارع العام من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتي طالت العالم كله، وأصبحت المتحدث الرسمي عن قرارات ومشاكل العالم، وأصبحت أدواتها أيضاً هي أدوات فتنة وتطاول على الدول والحكومات وكذلك المساس بالشعوب، هذا ما جنيناه من هذا الفيروس اللعين الذي اصاب هذه الامة بلوثة عقلية، حمانا الله سبحانه منها.
وقفة:
أتوجه إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد وإلى وزير التربية والتعليم العالي وإلى وكيل وزارة التعليم العالي وإلى الوكيل المساعد لشؤون البعثات الدراسية برجاء فتح المجال أمام أبنائنا الدارسين بالخارج، خاصة من صدر قرار بتجميد بعثاتهم، بأن يُرفع هذا التجميد لاستكمال دراستهم المتبقية. وأرجو أيضا ترجمة تعليمات وتوجيهات وتوصيات صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، وسمو ولي عهده الشيخ نواف الاحمد، بالاهتمام بأبناء الكويت في الخارج وتهيئة كل سبل الراحة، ومد يد العون لما يحتاجه أبناؤنا في الخارج، ومنهم الدارسون الذين لا يزالون يستكملون دراستهم، ونقول لوزارتي التربية والتعليم العالي: نفذوا وصايا القيادة السياسية واهتموا بشؤون الطلبة بالخارج خاصة في هذا الوقت العصيب.
نسألك اللهم رب السماوات والارض أن تزيل هذه الغمة والبلاء والابتلاء والوباء عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم عاجلا غير أجل.