تنحني هامات الجبال راضية لقضاء الله وقدره وتتمدد لغات العالم لتغزل حروفا وكلمات تليق بمقام سمو الأمير الوالد سعد العبدالله، رحمه الله، شيخ المراجل والمواقف والمبادرات، الذي تفاخر لأجله الأيام الشواهد على حياته ومنجزاته.
تشرق شموس وتقضي وتضيء أقمار معلقة أن سعدا سيظل نبراسا ينير الحياة لغيرهم رغم الرحيل والفراق.
ففي ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها الكويت والعالم أجمع بسبب أزمة فيروس كورونا.. ومع حلول الذكرى الثانية عشرة لرحيل سمو الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، لم نجد أنفسنا الا ان نستذكر مواقف «فارس التحرير» والمواقف الشجاعة الذي عَبَرَ بالكويت إلى بر الأمان في عز الأزمات والشدائد، وصنع تاريخا كان غايته فيه الكويت أولا ودائما.
الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد، تحولت بفضل توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، الى نقطة انطلاق لحلحلة الكثير من القضايا العالقة منذ سنوات، كمعضلة التركيبة السكانية والعمالة السائبة وغيرهما من الملفات الشائكة، كما ان جهود الكويت بقيادة صاحب السمو في مواجهة فيروس كورونا، كانت محط أنظار العالم، فضلا عن قرارات سموه التي جعلت كل كويتي فخورا بهويته تحت قيادة أمير الإنسانية الذي أبى الا ان يقضي أبناؤه في الخارج رمضان وسط أهلهم، فسخرت الكويت طاقاتها وإمكاناتها ونظمت اكبر عملية إجلاء للكويتيين في التاريخ.
إن هذه الإدارة الناجحة لأزمة كورونا جعلت الكويت وشعبها يحسون بالأمن والأمان تحت قيادة قائد الإنسانية وحافظ الكويت من الـ «كورونا»، حيث سخّر سموه كل الإمكانات لتوفير الموارد الغذائية والمستلزمات الطبية وكل ما يحتاج اليه الكويتيون والكويت ودعم سموه للاقتصاد الوطني حتى لا يتزعزع. نعم، نحمد الله في هذه الأزمة أن الله أنعم على الكويت بوجود أمير الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في دفة الحكم، حيث أحكم إدارة هذه الازمة بوجود حكومة أبلت بلاء حسنا بقيادة سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد ليعبروا بالكويت إلى بر الأمان إن شاء الله بقيادة سمو الأمير.
حقا إنك صمام أمان الكويت بعد الله عز وجل يا صباح الكويت، رعاك الله.
إن تعامل صاحب السمو مع هذه الأزمة ذكرتنا بجهود سموه مع رفيق دربه الشيخ سعد العبدالله وقت أزمة الغزو، حيث كانا يدا بيد تحت قيادة «أمير القلوب» سمو الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح لتخرج الكويت من محنتها بصمود قيادتها ووفاء شعبها.
وفي ظل هذه الظروف ومع ما نراه من جهود جبارة قامت ولا تزال تقوم بها الحكومة في مواجهة وباء كورونا بتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي حرص على متابعة الأزمة منذ بدايتها وتابعها لحظة بلحظة، لذا فإن ادارة صاحب السمو لهذه الأزمة ليست صعبة على سموه حيث أدارها بكل دقة وحنكة ونجاح حيث ان محنة الغزو سابقا والأزمات والتحديات التي مرت على الكويت علمته الكثير من النجاحات والإنجازات النوعية الكبيرة من خلال المشاركة مع رفيق دربه سمو الأمير الوالد.
لقد واجهت الحكومات التي ترأسها الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، على التوالي ظروفا حافلة بالتحديات والأحداث الجسام على مختلف المستويات وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي، وتمكنت بعون الله سبحانه وتعالى ثم بدعم سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، وبدعم رفيق دربه صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، وقوة ارادته وحرصه وجهده، واخلاص الكويتيين جميعا من وزراء ومسؤولين ومواطنين لمواجهة تلك الظروف الصعبة، والتعامل معها بما جنب بلدنا العزيز العديد من المخاطر.
نعم الشيخ سعد العبدالله رحل، لكن ذكراه العطرة ما زالت تملأ الوجدان، فأفعاله وإنجازاته ومآثره لا تزال حاضرة وراسخة في قلوب وعقول تأبى النسيان شخصية محورية وعظيمة في تاريخ وطننا الحبيب خاصة في ظل الظروف الاستثنائية والأزمة التي تمر بها البلاد حاليا.
وفي الختام.. رحم الله «أمير القلوب» سمو الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه ورحم الله سمو الامير الوالد الشيخ سعد الكويت وأسكنهما فسيح جناته إن شاء الله.
وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه تحت قيادة أمير الإنسانية وحافظ الكويت من آثار كورونا والعبور بها إلى بر الامان ان شاء الله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، صمام أمان الكويت بعد الله عز وجل وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله.
فيا قبر الحبيب وددت أني
حملت ولو على عيني ثراك
ولازال السلام عليك مني
يرف مع النسيم على ذراك
بقلم: خالد مبارك هيف الحجرف