قال تقرير شركة كامكو إنفست إن أسعار النفط أبدت علامات تدل على تعافيها من أدنى مستوياتها المسجلة في 22 عاما، وذلك قرابة نهاية أبريل 2020 بعد أن أشارت التقارير إلى توقع انتعاش الطلب خلال النصف الثاني من العام.
كما تلقت الأسعار دعما نتيجة لفرض قيود مشددة على العرض من قبل منتجي الأوپيك، وخاصة السعودية، بالإضافة إلى تراجع إمدادات النفط الصخري الأميركي على خلفية انخفاض الأسعار.
كما أدت أزمة التخزين إلى إحداث فوضى في سوق العقود الآجلة للنفط الخام، حيث أدى ذلك إلى تحول أسعار العقود الآجلة إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ، هذا إلى جانب زيادة الطاقة الإنتاجية لمصافي التكرير والتراجع المفاجئ في المخزونات الأميركية.
وأضاف التقرير ان أسعار عقود النفط الفورية ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 6 أسابيع لتصل إلى 23.3 دولارا للبرميل خلال الأسبوع الثاني من مايو 2020 بعد تداولها دون مستوى 20 دولارا للبرميل خلال معظم فترات أبريل 2020.
ويعزى ذلك النمو إلى توقع ارتفاع الطلب على المدى القريب، هذا إلى جانب الإعلان عن القيود الصارمة التي تم فرضها على الإمدادات في كل أنحاء العالم.
كما أدى انخفاض مخزونات الخام الأميركي بمقدار 745 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في 8 مايو 2020 إلى دفع أسعار النفط إلى الارتفاع.
ويعتبر ذلك أول انخفاض أسبوعي في مخزونات النفط الأميركي بعد زيادات متتالية على مدار الأسابيع الخمسة عشر السابقة التي شهدت نموا تراكميا تخطى أكثر من 100 مليون برميل من مخزونات الخام. إلا انه على الرغم من ذلك الارتفاع، إلا أن أسعار النفط تراجعت 66% منذ بداية العام.
وكان متوسط سعر مزيج خام برنت خلال أبريل 2020 هو الأدنى منذ يوليو 1999، حيث بلغ 18.47 دولارا للبرميل، متراجعا 42% على أساس شهري.
كما انخفض سعر خام نفط الأوبك بوتيرة أسرع بنسبة 48% ليصل إلى 17.66 دولارا للبرميل، بينما بلغ متوسط سعر خام النفط الكويتي 18.76 دولارا للبرميل بعد تسجيله تراجع 46.6% عن مستوى الشهر الذي سبق.
وعلى صعيد الطلب، أشار التقرير إلى انه لاتزال التوقعات الخاصة بالنصف الثاني من 2020 غير واضحة المعالم، إلا أن التقديرات المتعلقة بالربع الثاني من العام الحالي تشير إلى تراجع سنوي بنسبة 20% في الطلب العالمي على النفط، فيما يعد أحد أكبر الانخفاضات المسجلة على الإطلاق. إلا انه على الرغم من ذلك، فقد تم تعديل تقديرات العام بشكل إيجابي مقارنة بمستويات الشهر الماضي.
ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، فمن المتوقع أن يتحسن الطلب العالمي على النفط إلى 91.2 مليون برميل يوميا في 2020 مقابل التوقعات السابقة البالغة 90.5 مليون برميل يوميا، بانخفاض 8.6 ملايين برميل يوميا.
ومن المتوقع أن يؤدي إعادة فتح النشاط الاقتصادي في 23 ولاية أميركية تمثل 40% من الطلب على النفط إلى استقرار أسعار النفط.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يزداد طلب الهند على النفط 20% أي ما يعادل 0.65 مليون برميل يوميا في مايو 2020 بعد أن شهد أسوأ مبيعات شهرية منذ أكثر من 12 عاما.
وظهر اتجاه جديد في الصين، التي أعادت فتح اقتصادها، يتمثل في تفضيل استخدام وسائل المواصلات الخاصة كبديل عن النقل العام سعيا لتجنب الإصابة بالڤيروس. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على النفط إلى مستويات تفوق التوقعات على المدى القريب وارتفاع الطلب على البنزين.
كما تظهر بيانات حركة المرور للمدن الكبرى أيضا مستويات ازدحام أعلى من فترات ما قبل تفشي الوباء.
من جهة أخرى، عززت مصافي التكرير في الصين عملياتها مؤخرا مسجلة زيادة شهرية بنسبة 11% خلال أبريل 2020 مما يشير إلى انتعاش الإنتاج من أدنى مستوياته المسجلة في 15 شهرا.
كما ساهمت الهوامش المرتفعة نتيجة لانخفاض أسعار النفط في دفع المصافي المستقلة في الصين، المعروفة باسم «مصافي ابريق الشاي»، إلى زيادة إنتاجها.