أسامة أبو السعود
تفاعل عدد كبير من قراء «الأنباء» مع اللقاء الذي اجرته مع مديرة ادارة الاستشارات الاسرية ايمان الصالح في عدد امس، مطالبين باعادة فتح مراكز الرؤية لنرى «قرة اعيينا وفلذات اكبادنا» الذين انقطعت اخبارهم عنا واتصالاتهم بنا منذ اليوم الاول لتعطل اعمال الحكومة مما يزيد على الشهرين.
البعض وصف موقف الطرف الآخر بأنه تعنت غير مقبول وسيطرة وهيمنة ليست في محلها، ووصلت المطالبات الى تعديل قانون الرؤية الحالي لضمان رؤية الابناء والبنات في الوقت المحدد من قبل المحكمة مهما كانت الظروف، والبعض اكد ان لدى الطرف الاخر عمالة منزلية، فهل يخشى على ابنائه ان يصاب بـ «كورونا» مع ابيه او امه ولا يخشى عليهم من الخدم، بل وصل بعضهم الى تسجيل اثبات حالة لعدم رد الطرف الآخر على الاتصالات او لتعنتهم في رؤية ابنائهم، وفيما يلي تفاصيل بعض المآسي التي تعرض لها الآباء والامهات بسبب حرمانهم من رؤية فلذات اكبادهم:
في البداية، تقول ام عبدالعزيز الحمدان: انا جدة لحفيدين، ومن المطالبين بشدة بايجاد حل جذري لمشكلة حق الرؤية من خلال تعديل القانون الحالي والذي لا يتناسب مع كل الاوضاع والظروف، مناشدة نواب مجلس الامة ووزير العدل ضرورة تعديل قانون الحضانة والرؤية الذي لا يتماشى مع كل الظروف والاحوال والتطور التكنولوجي، مضيفة: اما ما يحصل حاليا من تخبط مما تسبب في ضياع حق اصحاب الرؤية من رؤية اطفالهم، نطالب بقانون يحميهم ويمنحهم مزايا وصلاحيات تماما كالتي منحت للحاضن باعتبار ان المحضون امانة عند الطــــرفين، مشددة على ان الطفل هو المتضرر الاول في هذه القضايا، لأنه ليست لديه حـ ـــرية الاختيار، وينتظر من يأخذ حقه من القانون.
وتساءلت: لماذا يحرم ابناؤنا من بيئة اسرية صحيحة لينشأ نشأة سليمة بعيدا عن ازمات نفسية من المحتمل جدا ان تؤثر على حياته فيما بعد؟ موضحة ان ما يحدث حاليا من حرمان للمحضون وصاحب حق الرؤية ستكون نتيجته حتمية لتعنت الحاضن وزرع الكره والحقد في قلوب الابناء تجاه آبائهم.
تغيير ديانة
كريستي لي احدى النساء اللاتي يعانين من فقدان ابنائهن وعدم رؤيتهم منذ اغلاق مراكز الرؤية استنجدت بـ «الأنباء» لعلها تجد ضالتها وتوصل صوتها للمسؤولين.
تقول كريستي: أنا أميركية، غيرت ديني هنا منذ 10 سنوات بهدف الهجرة، متزوجة ولدي طفلان في الكويت، ثم تطلقت، وبصفتي من المغتربين، كان لي خيار اصطحاب أطفالي والعودة بهم إلى أميركا أو البقاء في بلد مسلم والقتال من أجل أطفالي، وتزوجت مرة أخرى وحاربت من أجل الحصول على حضانة كاملة للأطفال، لم يكن والدهم يزودهم بأي دخل وقد كسب القضية، لأنني تزوجت مرة أخرى.
واستطردت كريستي: في مايو 2020 حصل طليقي على حكم من المحكمة بالحضانة الكاملة وأخذ أطفالي وقطع كل اتصال بي، وأخيرا، في سبتمبر منحتني المحكمة حكم بحق الزيارة بعد 4 أشهر في المحكمة، وأصبحت معزولة عن أطفالي لأن زيارتنا تتم من خلال مركز الرؤية، قام زوجي السابق بحظر جميع الأرقام التي اتصلت بها ورفض حتى أمام الشرطة السماح لي بالتحدث معهم، وستكون هذه هي السنة الثانية التي لن أتمكن فيها من رؤية أطفالي في العيد بسبب انتظار محكمة الأسرة، وهؤلاء الأطفال هم حياتي، لقد مر أكثر من شهرين حتى الآن ولا يوجد حل في الأفق حتى «تنتهي الأزمة»، وقد يكون ذلك في عام 2022.
عيد ميلاد
اما سلطان فهو احد المواطنين المتضررين من اغلاق مراكز الرؤية فقال: لي بنت عمرها 3 سنوات منذ سنتين ما شفتها الا ثلاث مرات، وآخر يوم سلمتها ما كان هناك اي تعميم بإغلاق مراكز الرؤية، حتى يخبروا اصحاب الرؤية ان الاسبوع المقبل سيكون آخر يوم بسبب الازمة، فكانت صدمة موجعة، والادهى والامر ان الاسبوع التالي كان يوم ميلادها.
سلامة أبنائنا
اما المتضرر من اغلاق مراكز الرؤية محمد موسى فتساءل: هل سلامة الاطفال محصورة فقط على مراكز الرؤية من الوباء؟ هل الاطفال غير مخالطين لاهالي الحاضن؟، هل الاطفال لم يخرجوا من منازلهم خلال فترة الحظر الجزئي، وفي الوقت الحالي يوجد ساعتان للمشي هل يعقل بأن جميع الاطفال في بيوتهم؟!
وتابع: لماذا تعتقدون ان صاحب الرؤية موبوء وبه الامراض والجراثيم؟ فهل يعقل ان الاب سيضر ابنه او ابنته فلذات اكبادنا وهل مراكز الرؤية حريصة على ابنائنا اكثر من آبائهم او امهاتهم او اجدادهم؟!، نحن اوليا الامور لم نطلب المستحيل، فقط طلبنا الاطمئنان عليهم واعطاء اطفالنا الاحساس بالخوف عليهم، لأنه بالتأكيد خلال هذه المدة الطويلة يعتقدون اننا نحن من يتهرب منهم لأنهم اطفال ويجهلون ماذا حصل لآبائهم وامهاتهم واجدادهم من حرمان فرض عليهم ليس بقوة القانون او حكم صدر لا بل قرار داخلي لعدم رغبتهم من اداء عملهم بما يرضي الله.
واستطرد موسى: طلبنا الوحيد كأولياء امور الجلوس مع ابنائنا والاطمئنان عليهم ولو في مسرح مدرسة على الاقل ويعتبروننا كالذين أكرمتموهم في المحاجر لحين السفر، واذا كان الخوف من التجمعات فيكون باصدار تصاريح منظمة بالخروج اثناء الحظر لزيارة الطفل بالمدرسة مثل اصحاب الحلال او اصدار تصريح لزيارة الطفل في منزل الحاضن مثل المتزوج من الثانية والثالثة والحلول كثيرة.
وختم حديثه بالقول: اقرت مديرة ادارة الاستشارات الاسرية بأن اي تغيير في اجراءات تنفيذ احكام الرؤية سواء في كيفية التنفيذ او مكان ووقت التنفيذ لابد ان يكون وفقا لاحكام القانون واعتماد الجهات القضائية، المطلوب الحكم الصادر من قصر العدل بوقف مؤقت لاحكام الرؤية مذيل بتاريخ ما قبل 14/3/2020 على حسب افادة مسؤولة المراكز. وفي النهاية اشتقت لكي يا ابنتي ريماس.
إثبات حالة
من جهتها، قالت احدى المتحدثات: انا جدة متضررة من عدم تواصل الحاضن وعدم تعاونه معانا، وذهبنا للمخفر وسجلنا اثبات حالة لعدم الرد على الاتصالات، علما أنه حظرنا بـ «الواتساب».
سلاح للقهر
من جهتها، قال محمد الخليفة ابوعبدالرحمن: اللهم انهم قطعوا الاعناق بقطع الارحام وفرقوا الاحباب بفراق الابناء، قال تعالى: (وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة قاطع» يعني قاطع رحم.
واضاف قائلا: منذ ثلاثة اشهر وابنائي مختفون ولا اعلم عنهم شيئا، ولا حتى بالاتصال لتعنت الحاضنة واستغلالها الوضع الراهن والقانون القديم وثغراته واستخدام الاطفال كسلاح للقهر وقطع الارحام، والوصول الى مراكز الرؤية لا بد ان يكون بعد خلافات كبيرة بين الطرفين، والآن لا استطيع حتى الذهاب الى بيت الحاضن لسهولة القضايا الكيدية، مطالبا بالسماح للجميع برؤية ابنائهم.
وشدد الخليفة على ان لديه حكما ولن نترك حقوقنا في رؤية فلذات اكبادنا وعلى وزير العدل التدخل لانقاذ هذا الوضع فورا.
خطة بديلة
من جانبها، قالت أم محمد: نحن مجموعة من أولياء الأمور تضررنا من قرار اغلاق مراكز الرؤية التابعة لوزارة العدل حيث لم تضع الوزارة خطة بديلة للتسليم والتسلم منذ ذلك الوقت، ما أدى إلى حرماننا من رؤية فلذات أكبادنا وانقطعت كل وسائل الاتصال معهم، وقمنا بمخاطبة المعنيين بوزارة العدل وقدمنا العديد من الكتب، بالاضافة إلى جملة من الاقتراحات، لكن وللاسف لم يتم الرد عليها والاكتفاء بالتكسب الاعلامي من وراء قضيتنا بدون وضع الحلول.
وزادت ام محمد: في حين نجد الجهات الأخرى بالدولة عالجت القضايا بكل سهولة والتي تصب في مصلحة المواطن ومنها اجلاء الطلبة من الخارج، تصاريح للمطاعم وما شابه، ساعات للمشي ومؤخرا تصاريح رعاية أسرة، مبينة ان القصور في بعض قوانين الاحوال الشخصية استغله بعض الحاضنين خصوصا بالوضع الراهن بحرمان صاحب الرؤية من المحضون، وتمنت النظر للموضوع من الناحية الانسانية والنفسية للمحضون بفقدانه أحد والديه لفتره طويلة.
في السياق ذاته، أكد عبدالله محمد انه تحمل الكثير من المشاكل والخلافات المستمرة من اجل رؤية ابنته التي حرمها منه مركز الرؤية الآن.