باتت الأزمة الصحية نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض «كوفيد19» أزمة عالمية متعددة الجوانب منها السياسي والاقتصادي والأمني.
سريعا ما طفت على السطح مشكلات متنوعة مثل«قضية الأمن الغذائي العالمي في زمن الوباء» بعد أن تغيرت طرق الحياة للبشر وأدى الرعب من فيروس كوفيد-19 إلى توقف المواصلات والملاحة وإغلاق المصانع والمزارع وأصبحت الإمدادات الغذائية المحلية والدولية في خطر.
دعت العديد من المنظمات الدولية الى المحافظة على سلاسل الإمداد الغذائي العالمية لتخفيف آثار الوباء على الناس.
وتخشى المنظمات الدولية المتخصصة من أن تؤدي عمليات إغلاق الحدود وسياسات الحجر الصحي إلى خلل في السوق وفي سلسلة التوريد والتجارة مما يعرقل وصول الناس إلى الغذاء، خاصة في البلدان المتضررة بشدة من الفيروس أو المتأثرة بالفعل بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي، مثل اليمن وسورية وبعض الدول الأفريقية الفقيرة.
وفي خضم أزمة كورونا غير المسبوقة نجد منظمات دولية ومتخصصة أخرى تعاني ضغوطا سياسية تعيقها عن العمل، ففي الأسبوع الماضي أعلن رئيس منظمة التجارة العالمية البرازيلي «روبرتو أزيفيدو» عن استقالته المفاجئة، والتي قال عنها إنها لأسباب شخصية، لكن يعلم الجميع أنها نتيجة للضغوط الأميركية واتهامات ترامب المتكررة له «بالانحياز إلى الصين» والسماح لها بالإفلات مما وصفه بالممارسات التجارية الظالمة. وقبل «أزيفيدو» تعرض مدير منظمة الصحة العالمية «تيدروس أدهانوم غيبريسوس» لنفس الضغوط الأميركية ونفس الاتهام لكنه مازال صامدا في منصبه.
مؤشرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO تتوقع نقصا في المحاصيل الزراعية التي ستزرع في شهر أبريل ومايو بسبب نفور الأيدي العاملة ونقص الأسمدة والأدوية، بل ان المحاصيل التي ستحصد في هذه الأشهر ستواجه نقصا بالإمدادات اللوجستية ومجهزي الأغذية كالتعليب وغيره من الأعمال، كما ان إمدادات الأغذية الطازجة كالخضراوات المحلية والأسماك أيضا تواجه تحدي إغلاق المطاعم وأغلب مراكز التسوق.
ووفقا للخبراء، فإنه من المحتمل أن يؤدي كوفيد-19 الى صدمة انكماشية للاقتصاد العالمي، والتي بدأت تتضح مبكرا بارتفاع مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة بسبب زيادة التكاليف المرتفعة، وكل هذا سيكون له تأثير سلبي وبشكل خاص على الأسر ذات الدخل المنخفض، وربما حتى الدول الغنية والمانحة اذا أرادات مساعدة الدول الفقيرة فلن تجد ما تشتريه لهم في السوق العالمية، واذا لم تعد سلسلة الإمدادات الغذائية بانتظام وسريعا.
الخلاصة: الأزمة الصحية وانعكاساتها على الأمن الغذائي تتطلب استجابة عالمية. من المؤكد أن الأزمة ستزول في النهاية، لكن المهم مدى سرعة حدوث ذلك، نحن نخاطر بأزمة غذائية تلوح في الأفق، ما لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة.