في الحقيقة نحن نحتاج إلى تنوع مصادر الثروة ولدينا فرص متاحة في هذا المجال إذا ما أخلصنا في توفير متطلبات تخدم تطلعاتنا لتأمين الأمن الغذائي وتنوع مصادر الثروة.
هناك مقترحات بتأسيس شركة زراعية تتولى استغلال واستصلاح الأراضي الزراعية وإدارة هذه الأراضي والإنتاج الزراعي والحيواني وفق قواعد وقوانين تؤمن مصادر هذه الثروة وتحقق الأمن الغذائي دونما استغلال وتلاعب وتحقق كذلك تأمين الحياة للمواطنين باستغلال الكفاءات والقدرات والخبرات الوطنية من العاملين في مجال الثروة الزراعية والحيوانية بكل طاقاتها الفنية والإدارية واللوجستية والإنتاجية وتكون هذه الفكرة الخاصة بتأسيس هذه الشركة المختصة على غرار تأسيس شركة نفط الكويت وكذلك الشركات الوطنية الرائدة في مجال مصادر الدخل الوطني وتنوعه لتحقيق هذا الأمن الغذائي الوطني.
بالتأكيد هناك أراض شاسعة غير مستغلة يمكن استصلاحها، كما أن هنا مخزونا وفيرا من المياه الجوفية التي تمتد على مساحات كبيرة ولم تستغل هذه الثروة المائية باستخدامات الزراعة حتى الآن، ويمكن لهيئة البيئة والهيئة العامة للثروة الحيوانية والزراعية أن تساهما في مساندة وزارة الكهرباء والماء باستغلال واستصلاح هذه الاراضي الشاسعة التي تقع على خارطة الوطن من الحدود الى الحدود.
والأراضي الكويتية كانت ولا تزال تنعم بالمساحات الشاسعة غير المستغلة والتي يمكن الوصول لها في تحسين طرق المواصلات وتطويرها بتعاون كل مؤسسات الدولة المعنية للإمداد والدعم اللوجستي لتوفير القدرات والكفاءات المتاحة مثلما تفعل الآن كل المؤسسات الوطنية في دعم جهود الدولة لمكافحة جائحة كورونا، حيث جندت كل الطاقات المساندة في الدعم اللوجستي والبشري لتحقيق ذلك النجاح.
بالتأكيد نحن نحتاج إلى تضافر كل الجهود والتعاون الوطني في هذا المجال بتحقيق القرارات والقوانين الداعمة لتطوير أفكار واقتراحات تؤمن تنوع مصادر الثروة وتحقق الأمن الغذائي بكل طاقاته وإمكاناته ولدينا مؤسسات وطنية داعمة لهذا الغرض الوطني بعيدا عن «التسييس»، فمثلما وضعت كل المؤسسات الوطنية والأهلية إمكاناتها في دعم جهود الدولة لتحقيق مكافحة جائحة كورونا نقول بالتأكيد سوف تنجح هذه «الفزعة» الوطنية لاستحداث التغيير الاستراتيجي بالنهج الوطني لتحقيق الأمن الغذائي وتنوع مصادر الثروة الوطنية مستقبلا، بعيدا عن تصادم المصالح والتطلعات السياسية والفئوية التي دائما تعرقل المصالح الوطنية، فهل نستفيد من جائحة كورونا في تحقيق الرؤية بتنوع مصادر الدخل والثروة ونبدأ بالأمن الغذائي وإصلاح منظومة التفكير الوطني باستصلاح الأراضي لتحقيق هذا الأمن وتنوع مصادر الدخل؟
نحن بانتظار لقاحات الإصلاح الوطنية بهذا الصدد.