نعم إنه ليس حديثا من رئيس دولة إلى شعبه، ولكنه حديث من قلب والد يفيض بالحكمة ومشاعر الحب الفياضة من الوالد لأبنائه بمناسبة عيد الفطر المبارك، حيث بدأ سموه خطابه بتهنئة الشعب الكويتي بمناسبة عيد الفطر السعيد، داعيا أن يتقبل الله صيامنا وصالح أعمالنا وأن يرفل وطننا بأثواب العز والمجد.
ولم يكن حديث أمير الإنسانية عن الحاضر فقط، ولكنه تضمن توجيهات سامية حول المستقبل في مرحلة ما بعد كورونا وكلنا أمل ورجاء أن تزاح الغمة قريبا، وقد استذكر سموه بالشكر والعرفان جميع المساهمات التي تقدم بها أهلنا لدعم مكافحة وباء كورونا المستجد حيث سطر أبناء الكويت بفضل من الله ملحمة وطنية بتلاحمهم وتفانيهم وعطائهم.
وعندما يتحدث الأب فإننا نقول من القلب سمعا وطاعة ولن نعصي الأمر ولن نخذلك يا صاحب السمو، سواء في تحمل الإجراءات الصعبة أو في التفكير بالمستقبل واتخاذ النهج الجديد انطلاقا من الدروس المستفادة من المحنة والتي يجب ألا نخلد للراحة بعد استخلاصها بتجرد وشفافية.
وقال صحاب السمو في خطابه إن عالم الغد بعد وباء كورونا المستجد لن يكون كما هو عليه قبل الوباء، ويجب على الحكومة ومجلس الأمة ومؤسسات المجتمع المدني اعتماد نهج جديد لمواجهة هذا التحدي.
وعندما يتألم الأب من بعض الممارسات فعلينا جميعا أن نتبين مواطن الخلل وألا ننزلق إلى ما يغضب الأب أو يؤلمه في هذه المرحلة الدقيقة. ومن تابع حديث والد الجميع يدرك كم أن سموه قلق على أبنائه وهذا قلق مشروع تفسره الروابط عميقة الجذور بين الأب وأبنائه كما أن ما آلمه وأفصح عنه هو بالطبع يؤلم الجميع وهو مغالطات بعض وسائل الإعلام ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي وتعرضها للسمعة قبل التبين والتيقن، لذا فقد دعا صاحب السمو الجميع للالتزام بسمو الرسالة الإعلامية والحرص على دورها الإيجابي في دعم الجهود المشتركة لدحر هذا الوباء والقضاء عليه. وكان حديث القائد لتأكيد الدعوة للتعاون بين السلطات لتجاوز المحنة ورسم معالم كويت المستقبل.
وقد فاض الحديث بروح الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى بأنه سيجعل لنا بعد العسر يسرا وفرجا ورحمة وأجرا.
كالعادة كانت كلمة من القلب وتفيض بالحكمة والخوف على أبنائه وبناته، وندعو الله عز وجل لأميرنا بدوام الصحة وطول العمر، وكل عام وأنتم بخير، وندعو الله أن يزيل هذه الغمة عنا جميعا وتعود حياتنا الطبيعية كما كانت سابقا.