في ظل الظروف الحالية لمواجهة فيروس كورونا، تبدو عودة الأبناء إلى المدارس هي التحدي الأكبر لأولياء الأمور والمسؤولية المعلقة في عاتق وزارة الصحة ووزارة التربية معاً.
فحتى تسير مياه العلم في سيل الحياة تكون عودة المدارس أمرا لا محالة له، طال الانتظار أم قصر، والحقيقة انه حتى الآن لم تعلن منظمة الصحة العالمية عن وجود عقار حقيقي فعّال لمواجهة وباء كورونا رغم وجود مبادرات أميركية وألمانية مرتبطة بتجارب سريرية حول بعض العقاقير التي تبحث عن بصيص أمل لإنقاذ الإنسانية، الأمر الذي يترك الجميع في حيرة وتردد، فالمصدر الموثوق عالميا هو منظمة الصحة العالمية وليس الولايات المتحدة ولا ألمانيا، تلك المنظمة التي لم تقر بوجود أي عقار فعّال حتى هذا اليوم، وإذا كانت الأزمة واحدة ومشتركة ومتزامنة في كل العالم، فمن الضروري أن يكون الحل واحدا ومشتركا ومتزامنا في كل العالم؟ ولكن العالم لن يبقى واقفا حائرا بين موجتين وعلى الرغم من وصول تجربة الصين في تدشين المدارس وإعادة الحياة الدراسية والسماح للطلبة والأطفال بمزاولة التعليم وهي التجربة التي وصلتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظل تثير بنا القلق وعدم الاطمئنان من أن الأطفال وحدهم بإمكانهم حماية أنفسهم من عدوى تجوب الصفوف، وكيف ممكن لمعلم واحد يشرف على أكثر من 30 طالبا في كل فصل أن يحافظ على التباعد الاجتماعي؟ خصوصا أنهم أطفال لا يمكنهم أن يكونوا بكامل المسؤولية والحذر طيلة الوقت ونرى انه من المفيد أن يتم تطبيق التعليم عن بعد حتى لأطفال المدارس، وليس فقط الجامعات وما في ذلك من حماية للأطفال وصحتهم والاكتفاء بعمل امتحانات في المدارس يشترط بها تطبيق التباعد الاجتماعي وكافة اشتراطات السلامة والصحة.
وتأتي المسؤولية الذاتية للأفراد هي مسؤولية الوعي والالتزام واتباع التعليمات بتحضر وفهم، عند تنظيم حضور الأطفال في أوقات مختلفة لتلقي التعليم وبذلك نضمن عدم الازدحام والحفاظ على التباعد الاجتماعي وفتح فرص للعمل جديدة للمعلمين الكويتيين وبما في ذلك من تدريس صباحي أو تدريس مسائي يشترط فيه تقليل عدد الطلبة في الفصل الواحد وضمان التباعد الاجتماعي.
وفي الختام الأخبار هي الأقل تدفقا والأكثر تضاربا وإحباطا، كذلك نؤكد أهمية اتباع منشورات منظمة الصحة العالمية والنصائح الصادرة منها للحفاظ على حياة الطلاب وصحتهم.