السلطة الفلسطينية امتنعت عن اتخاذ مواقف مبدئية منذ نشأتها قبل 26 عاما ومازالت، بالرغم من عدم احترام حكومة الاحتلال الإسرائيلي لاتفاقية السلام الموقعة بينها وبين الفلسطينيين، فها هي الدولة الفلسطينية لم تعلن رسميا، ولا السلطة مارست السيادة المطلقة على بضع ما أعطيت من أراضيها المحتلة، ولا قضايا الحل النهائي كمشكلة السيادة على مدينة القدس أو عودة اللاجئين قد حسمت.
لقد تعاونت السلطة الفلسطينية لسنوات مع الإسرائيليين مقابل تعنت ومماطلة المحتلين وعدوانهم المتكرر على الشعب الفلسطيني وخصوصا غزة، حتى بات تعاون السلطة الفلسطينية تهاونا وربما خيانة للقضية الفلسطينية.
يتفق أطراف حكومة الائتلاف الإسرائيلي على سلب الفلسطينيين حقوقهم ويختلفون في الوسائل فقط، ولكن أمام الدعم غير المحدود ولا المسبوق من رئيس الولايات المتحدة الأميركية ترامب وإدارته، أصبحت شهية إسرائيل للاحتلال وضم الأراضي وتعطيل الاتفاقيات أيضا غير محدودة، فبعد إعلانها أن مدينة القدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال، أعلنت أيضا عن نيتها ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن رسميا، وبدعم أميركي وصمت عربي رسمي.
لقد تأخرت كثيرا السلطة الفلسطينية في إعلان إلغاء كل الاتفاقيات مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي والحكومة الأميركية، وربما كانت قلة الموارد المادية ما دفعها للتلويح بذلك، وإلا أين هذا الموقف الصلب من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل أو تنكر الأميركيين والإسرائيليين للقرارات الدولية «قرار التقسيم» أو التأخر سنوات في استكمال مقررات اتفاق أوسلو للسلام المزعوم.
ختاما: هل سيكون قرار إسرائيل المحتلة ضم بضع قرى في الضفة الغربية بمنزلة القشة التي قصمت ظهر السلطة الفلسطينية؟.
أتمنى أن تتحلل السلطة من التزاماتها، وتحل نفسها وتترك للفلسطينيين خيار النضال الذي تعودوا عليه، فمن المستحيل لسلطة فلسطينية ضعيفة بحكم الواقع أن تقود عملية التحرير، لذلك يجب أن يكتفى بمنظمة التحرير الفلسطينية بعد أن ينضم إليها كل الأحزاب والقوى الفلسطينية غير الممثلة كحماس والجهاد الإسلامي وغيرهما، ولأن الصهاينة لن يفهموا حقيقة السلام إلا إذا أذاقهم الفلسطينيون من نفس الكأس المر التي يشربون منها كل يوم.