منذ ظهور جائحة كورونا بدأ ينتشر الحديث بين المتخصصين وغير المتخصصين عن تعقيم الأيدي والمباني وأسطح العمل، وقد وجدت من واجبي توضيح اللبس في استخدام كلمة تعقيم والتي ألتمس العذر لغير المتخصصين في استخدامها، أما الأطباء والمتخصصون وطلبة كلية الطب والعلوم الطبية فلا عذر لهم لأنهم درسوا في الكليات أن هناك فرقا بين كلمة تعقيم Sterilization وكلمة تطهير Disinfection.
فالتطهير هو تثبيط أو إيقاف نمو الجراثيم والميكروبات وقد يعني قتلها، ولكن لا يتخلص من أشلائها وما يحدث عند وضع محلول الكحول على اليدين وكذلك عند استخدام المطهرات على الأسطح ودورات المياه فهو تطهير وليس تعقيما، ومن الخطأ استخدام كلمة تعقيم بدلا من تطهير، ومن الخطأ السكوت عن ذلك، حيث إنه تكرر بصورة غير مقبولة، وللأسف الشديد، حتى في المراسلات والقرارات والتعاميم من وزارة فنية وجهات رسمية يفترض فيها ألا تقع في هذا الخطأ المتكرر بين التعقيم والتطهير.
أما التعقيم فهو الإبادة الشاملة للجراثيم والتخلص من أشلائها، وقد عرفته منظمة الصحة العالمية بأنه عملية التخلص أو قتل جميع أشكال الحياة والمواد العضوية الأخرى ويمكن ذلك بالتسخين أو استخدام الكيماويات أو بالإشعاع أو الضغط العالي أو الفلترة أو الترشيح، فالتعقيم يقتل أو يعطل أو يتخلص من جميع أشكال الحياة والعوامل البيولوجية الأخرى.
أما استخدام معقمات الأيدي وتعقيم الأسطح ودورات المياه فهو غير صحيح لأن ذلك تطهير وليس تعقيما.
ومن المعروف علميا أن الاستخدام المفرط وغير الرشيد للمطهرات والمضادات الحيوية قد يؤدي إلى ظهور وتفاقم مشكلة انتشار الجراثيم المتعددة المقاومة للمضادات الحيوية والتي يصعب علاج الالتهابات والعدوى الناتجة عنها مما يترتب عليه تداعيات على الرعاية الصحية وعلى المرضى، ولذلك تقام حملات توعية وتضع الدول سياسات للاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات.
والدعوة لاستخدام المطهرات بدلا من التنظيف فإن ذلك سيؤدي إلى ظهور وانتشار مشكلة الجراثيم المتعددة المقاومة للمضادات الحيوية، وقد تكون تداعياتها أخطر من كورونا المستجد على الأفراد وعلى النظام الصحي بأكمله.