رحل عنا أمس الأول فيصل مبارك القناعي، ودعنا أحد رموز الإعلام، ورحل عنا أحد الرواد من جيل الزمن الجميل، احد عمالقة الكلمة والرأي الصريح وأحد المخلصين الأوفياء لوطنه ولمهنته التي قضى فيها نصف قرن بالكامل يدافع عن الحريات وعن زملاء المهنة من موقعه ومناصبه المتعددة كرئيس لقسم الرياضة بجريدة «السياسة» وأمين للسر بجمعية الصحافيين الكويتية وعضو فاعل في الاتحادين الخليجي والعربي للصحافة الرياضية ورئيس للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية ونائب لرئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.
عاصرته أكثر من 25 عاماً وكنت معه وقريبا منه في أغلب المؤتمرات الخارجية خلال تلك الفترة، وكان نموذجا للقائد بعفويته وإنسانيته وروحه الوطنية وكان مخلصا للكويت ووفيا لها، فكانت همه الأول والأخير، وكان سفيرا لها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
فقدنا رمزا من رموز الإعلام يشهد له البعيد قبل القريب بمواقفه الجريئة وروحه السمحة ونشاطه الدؤوب وحرصه الشديد على رفع اسم الكويت وإعلائه في كل محفل، ولن أنسى في يوم من الأيام موقفه بأحد المؤتمرات الآسيوية خلال فترة إيقاف نشاط الحركة الرياضية المحلية حيث ثار غاضبا عندما لم يجد علم الكويت بين سائر الأعلام الآسيوية في قاعة المؤتمر، وأصر على ألا يبدأ المؤتمر دون ان يرفرف العلم الكويتي أسوة بالأعلام الأخرى ونجح وبكل فخر في استعادة العلم في ذلك اليوم رغم الإيقاف ومعارضة اللجنة العليا المنظمة للدورة.
كان، رحمه الله، جريئا في طرحه وبأسلوبه الخاص، وناجحا في إدارة ملف الإعلام الرياضي رغم ما يشوبه من صراعات، وكان محبا لجميع زملاء المهنة حتى وإن اختلف معهم في الرأي.
فقدت الكويت وفقدنا هرما من أهرام الإعلام، وأحد الرجال الأوفياء المخلصين للوطن ممن نذر نفسه للدفاع عنه في كل المنابر الإعلامية.
فقدنا أخا وصديقا ورفيق درب له صولاته وجولاته، وترك خلفه مسيرة حافلة بالإنجازات ومليئة بالعطاء، وعزاؤنا لأنفسنا وللأسرة الرياضية في الداخل والخارج برحيل «أبومبارك». رحمه الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته (إنا لله وإنا إليه راجعون).
زيد السربل - رئيس تحرير وكالة الأنباء الكويتية بالإنابة السابق.