لم أكن من المتحمسين بإنهاء العام الدراسي الحالي، وكنت من المؤيدين لوزير التربية والتعليم العالي منذ اندلاع أزمة كورونا المستجد، بإعطائه الوقت الكافي في وضع الخطط لكل الاحتمالات أو بلغة الوزير أن تكون «كل الخيارات متاحة».
لكن مع تسارع الوقت واقترابنا من المواعيد التي أعلنتها وزارة التربية لحسم خيارها، فإننا مجبرون على طرح بعض التساؤلات ومناقشة بعض الحلول: لماذا المنصة التعليمية الإلكترونية لوزارة التربية مازالت تتعرض للأعطال؟! رغم بساطتها، مجرد موقع إلكتروني ترفع فيه المواد المسجلة، بينما من المفترض أن تكون منصة للتعليم عن بُعد - بمعنى أن تحتوي على فصول دراسة تفاعلية بين الطالب والمعلم.
أكثر من دولة عربية وآسيوية أنهت العام الدراسي واعتمدت نتائج الفصل الدراسي الأول، حتى الراسبون فيه تم إنجاحهم «جوازا».
بمناسبة مصطلح «النجاح جوازا»، كان كثيرا ما يتكرر عندما كنا طلبة في الثمانينيات للتلاميذ أصحاب التحصيل الدراسي الضعيف، وربما هذا الإجراء معتمد عند الدول الغربية، كما أكد لي صديق تلقى تعليمه العالي في الخارج برفقة أسرته، ان أبناءه المرافقين له كانوا لا يرسبون في دراستهم، رغم أنهم لا يجيدون اللغة الإنجليزية!
ختاما: فيروس كوونا المستجد بحسب منظمة الصحة العالمية لن ينتهي قريبا، ولا بد من التعايش معه بحسب تعبيرها، ومن المتوقع أنه إذا ما عادت الدراسة مجددا في العام القادم فسنسمع كل يوم عن إغلاق مدرسة لاكتشاف مصاب من الطلبة أو المعلمين، لذلك لابد من اعتماد خيار «التعليم عن بُعد» كضرورة قد تستمر لعام قادم أو أكثر.
وأقترح إنهاء العام الدراسي الحالي لجميع الصفوف ما عدا الصف الثاني عشر، ولا يمنع ذلك أن يستمر طلابه في حضورهم بالمنصة، على أن يعتمد في تقييم الطلبة على معدل حضوره وبتكليفات مثل كتابة تقارير بدلا من الامتحانات.
أما العام القادم فلابد من وضع خطة مبتكرة «هجينة» بين «التعليم عن بعد» و«التعليم التقليدي»، حيث يتم اعتماد «المنصة التفاعلية للتعليم عن بعد» بشكل أساسي، مع تقسيم الطلبة في كل فصل إلى 5 مجموعات، كل مجموعة تحضر للمدرسة يوما واحدا في الأسبوع لمراجعة المنهج في حصص مكثفة ولأجل عمل الاختبارات، وبذلك يمكن أن يتسع الفصل للطلبة مع تحقيق التباعد الاجتماعي وتقليل المخاطر الصحية للحد الأدنى.
حتى لو أغلق الفصل أو المدرسة لاكتشاف حالة مرضية فلن تتأثر عملية التعليم لإمكانية استمرار الطلبة متابعة دروسهم المقررة في المنصة.
الخلاصة: الأزمة الصحية يجب ألا تتحول إلى أزمة تعليم، ونحن على يقين بقدرات مسؤولي وزارة التربية وعلى رأسهم الوزير د.سعود الحربي وقدرتهم على ابتكار الخطط التعليمية.