سعدنا جميعا عندما وجدنا الأخبار الإيجابية المتداولة بداية الأسبوع الماضي بشأن قرب الانتهاء من إنجاز مشروع مدينة المطلاع السكنية، وإعلان وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان د.رنا الفارس، عن بدء عملية التسليم الفعلي المرحلي للقسائم الإسكانية في المدينة قبل نهاية العام الحالي.
هذا الخبر الإيجابي بعث السرور في نفوس الكثير من الكويتيين الذين انتظروا كثيرا لتحقيق طموحهم وحلمهم بامتلاك بيت العمر، خاصة عندما نعلم أن هناك ما يقارب 28 ألف أسرة كويتية تنتظر بفارغ الصبر امتلاك بيتها في هذه المدينة التي تقع على مساحة تقارب الـ 102 كيلومتر مربع، وتم تصميمها وفق معايير عالمية عالية تلبي كل احتياجاتهم وتوفر جميع الخدمات المطلوبة.
وسط عتمة «كورونا» التي باتت تسيطر على عقول غالبيتنا جاء هذا الإعلان ليمثل بارقة أمل بأن التنمية والتطوير والخطة الموضوعة لتحقيق رؤية الكويت الجديدة 2035م مازالت تسير، بارقة أمل نحو حل المشكلة الإسكانية التي طال أمدها لعقود، وعانت منها آلاف الأسر الكويتية على مدار سنوات مضت.
ما يحسب للوزيرة النشيطة رنا الفارس، وقيادات المؤسسة العامة للرعاية السكنية، في مشروع مدينة المطلاع السكنية هو تسريع وتيرة العمل والإنجاز في المدينة، وعدم تعطل المشروع رغم أزمة فيروس كورونا وما صاحبها من أحداث، وهذا يدل على أن هناك استشعارا من الدولة بمدى أهمية هذا المشروع وحاجة المواطنين الملحة له لأنه سيسد حاجة آلاف الأسر، وسيسهم في تحقيق الاستقرار المادي والمعنوي والاجتماعي لهم.
لكن في الوقت نفسه نتمنى أن تستمر هذه الوتيرة، وأن يبدأ العمل في تنفيذ مراكز الخدمة للمدينة، مثل مراكز التسوق والترفيه في المنطقة وإحيائها تزامنا مع توزيع الأراضي كي تكون جاهزة كمدينة متكاملة حين يسكن المواطن، ولا يشعر بأنها منطقه نائية عن باقي مناطق الكويت وتفتقر إلى احتياجات الأسر التي تقطنها.
كما نتمنى ألا يقتصر هذا الإنجاز فقط على هذا المشروع، وإنما يمتد لغيره من المشاريع الإسكانية الأخرى الجاري تنفيذها، أو المشاريع التي يتم العمل على طرحها، بحيث يتم تسريع عملية تنفيذها وإزالة المعوقات أمامها ليكون هذا المشروع نقطة الانطلاق نحو إنهاء الأزمة الإسكانية في الكويت التي تضر بأكثر من 130 ألف أسرة تقريبا.
٭ ختاما: نعلم أن فيروس كورونا خلف أزمة اقتصادية ضربت غالبية دول العالم بنسب متفاوتة، ونعلم أن الكويت تضررت اقتصاديا من هذه الجائحة، لكن المواطن أيضا تضرر اقتصاديا من هذا الوباء، خاصة من ليس لديهم سكن خاص ويعيشون في شقق إيجار، وبالتالي فالمشاريع الإسكانية لابد أن تكون ضمن أولويات الحكومة في الفترة المقبلة، ويجب ألا تتأثر بالأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها الفيروس، حماية ودعما للمواطنين الذين ينتظرون تحقيق حلمهم وامتلاك بيت العمر.
[email protected]