يقوم المدرب بربط ساق الفيل الصغير بحبل قصير مغروس بوتد في الأرض ليحبسه في منطقة صغيرة يحددها طول الحبل، يحاول الفيل في البداية التحرر من هذا القيد إلا أنه وبعد عدة محاولات يستسلم وتتولد لديه قناعة بأن عليه البقاء في هذه المساحة التي حددها طول الحبل! وعندما يكبر الفيل يستطيع بكل سهولة قطع الحبل لكنه لا يحاول ذلك بسبب الفكرة التي اعتنقها منذ صغره فيظل أسيرا لمنطقة الراحة هذه.
منطقة الراحة هي منطقة وهمية تستخدم مجازا للدلالة على حالة نفسية يشعر بها الإنسان يحيط نفسه بأسوار من القيود والقناعات والأفكار المقيدة لإنجازاته وأهدافه تلك الأسوار بدأت أولى لبناتها منذ الصغر فيظل الإنسان حبيسا في تلك المساحة، الشعور المفرط بالراحة يؤدي إلى تقلص النمو، والخروج من هذه المنطقة يتطلب الكثير من الجهد لتجاوز هذه الأسوار والحبال المكبلة لتحقيق النجاحات، لكن رهاب الخطوة الأولى هي العقبة الرئيسة، فالإنسان عدو ما يجهل لذلك نجد الكثير يسلم بوظيفة عادية أو حياة روتينية رتيبة أو علاقات هامشية هشة أو أهداف صغيرة تافهة.
لذلك، هناك العديد من المبررات المنطقية للخروج من منطقة الراحة الى منطقة التعلم ثم منطقة النمو والإنجاز منها حاجة الإنسان لإضافة قيمة لحياته ولتحقيق أهدافه وتوسيع شبكة علاقاته وتأثيره، وللخروج من منطقة الراحة فلا توجد طريقة واحدة أو موعد زمني محدد لاقتحام أسوار الراحة، بل على الإنسان أن يكتشف الطريقة المناسبة والتي قد تكون بتغيير طريقة تفكيرنا ونظرتنا للحياة أو بتغيير العادات أو البدء بخطوات صغيرة أو بصناعة التحديات أو بقراءة سير العظماء كنيلسون مانديلا وستيف جوبز ومحمد الفاتح وطارق بن زياد وغيرهم الذين اخترقوا أسوار منطقة الراحة فصنعوا التاريخ.
«الحياة تبدأ في نهاية منطقة الراحة الخاصة بك» نيل والش.
al_kandri@