الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الأوقاف نجاح ما يقارب 288 شخصا من المواطنين المتقاعدين المتقدمين لشغل مهنتي إمام ومؤذن، بنسبة تتجاوز الـ 50% من إجمالي عدد المشاركين في الاختبارات، وفي خطوة جديدة نحو تكويت هذا القطاع المهم جدا في الوزارة.
لا شك أن قرار تكويت هذه الوظائف مهم جدا كونها من وجهة نظري من بين المهن الحساسة جدا، خاصة وظيفة الإمام التي قد يستغلها البعض في بث الفرقة أو نشر الشائعات أو الترويج لفكر ما يهدد نسيج المجتمع.
ولكن ما يسعد أكثر هو الخطوة التي اتخذتها الدولة نحو الاستفادة من خبرات وكفاءات المتقاعدين من المواطنين، والذين سبق وأعلنوا مرارا وتكرارا استعدادهم التام لخدمة الدولة في أي موقع وتقديم كل ما لديهم من خبرات لتحقيق التنمية والتطوير في الكويت.
الجانب المشرق الآخر في هذا الأمر هو نسبة النجاح العالية بين المشاركين في اختبارات وزارة الأوقاف لشغل وظيفة الإمامة والأذان، وهذا يؤكد قدرة الكويتيين على شغل مختلف الوظائف التي سبق وروج البعض سواء من المواطنين أو غيرهم لفكرة عزوفهم وعدم قدرتهم على القيام بمهام مهن معينة.
خطوة وزارة الأوقاف خطوة إيجابية تحتاج إلى التشجيع والاستمرارية فيها، واثبات المواطنين المتقاعدين كفاءتهم فيها بنسبة النجاح العالية هذه تستوجب على مختلف الجهات الحكومية تغيير نهجها بالاستعانة بهم كل في مجال خبرته، فقد حان الوقت لاستغلال خبرات وطاقات هذه الفئة خير استغلال بما يحقق مصلحة الوطن.
أيضا علينا محاربة مطلقي الشائعات غير الحقيقية الذين يروجون لأن الكويتيين غير أكفاء، أو غير قادرين على شغل بعض المهن، أو أنهم يبحثون عن مهن بعينها فقط دون غيرها، فها هي الحقيقة والواقع يظهران عكس ذلك، ويؤكدان أن (الكويتي يقدر)، وأنه أهل للثقة ويحتاج فقط لأن تنظر إليه مؤسسات الدولة نظرة صحيحة، وأن يتم استغلال قدراته بالشكل المناسب.
ختاما: لدينا العديد من الكفاءات الكويتية في مختلف المجالات، وفي مختلف الشرائح العمرية، وهم على أتم الاستعداد لخدمة وطنهم، وقد حان الوقت للاستفادة منهم، فهذا الوطن أولى بأبنائه من غيرهم، ويجب فتح المجال أكثر أمامهم لإظهار قدراتهم وما لديهم من مهارات، ولنعلم جميعا أن التنمية والتطوير اللذين نأمل في تحقيقهما لوطننا الحبيب الكويت لن يتحققا إلا بأيدي أبناء الوطن، فهم أكثر من سيبحثون عن تقدمه وتطوره.
[email protected]