ساعات طويلة أمضاها اللبنانيون وهم يحبسون فيها الأنفاس ويرفعون الصلوات لعل بارقة أمل تلوح من تحت انقاض المنزل المهدم في منطقة الجميزة، حيث رصدت نبضات قلب حية ساهم في اكتشافها الكلب المدرب مع الفرقة التشيلية ويدعى «فلاش»، بعد مرور شهر على الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت.
ومر الليل ثقيلا فيما كانت فرق الانقاذ التشيلية والدفاع يسابقون الوقت لكن بحذر، علهم يتمكنون من ازالة الركام الهائل فوق القلب الصغير قبل فوات الأوان.
وتعددت الروايات حول صاحب النبضات، حيث نقل مراسل وكالة الأنباء الإسبانية، عن مدير فريق الإنقاذ التشيلي قوله إنه يعتقد بوجود شخصين تحت الأنقاض، الأول يعود لشخص ميت، يغطي الثاني، والذي يعتقد بأنه وإن ثبت بقاؤه على قيد الحياة، عائد لطفل صغير.
وقالت رواية اخرى ان القلب النابض لشخص قيل انه على كرسي متحرك، وأن عدد الأنفاس من 19 الى 7 في الدقيقة الواحدة. وقد أدخلت فرق الانقاذ آلات مسح بالليزر الى المبنى المنهار للمساعدة في عملية البحث، وجرت الاستعانة برافعتين لإزالة الأساسات الكبيرة من اجل المساهمة في التقدم باتجاة مصدر النبض. واستعانت فرق البحث بكاميرا بانورامية ثلاثية الابعاد وأجرت مسحا حراريا، وافيد عن ان الكاميرا تمكنت من استشعار حرارة غير معروفة المصدر قد تكون للشخص الحي الذي قد يكون تحت الأنقاض كما افاد فريق البحث.
وبحلول المساء لم يتوصل عمال الإنقاذ، ومن بينهم فريق من تشيلي، إلى تحديد موقع أي شخص، لكنهم قالوا إنهم سيواصلون العمل في حين أن ثمة فرصة ضئيلة لنجاة أي شخص.
وقال جورج أبو موسى مدير عمليات الدفاع المدني لرويترز «بعدنا عم نشتغل في ظروف كتير سيئة. البناء معرض ينهار بس عم نشتغل». وأضاف أن العملية ستستمر أثناء الليل.
وقال فرانسيسكو ليرماندا، أحد أعضاء فريق تشيلي، للصحافيين إن فرق البحث والإنقاذ تعمل لتحديد ما إذا كان أي شخص لايزال على قيد الحياة أم لا، لكنها لن تعلن التفاصيل «احتراما للعائلة واحتراما للشعب».
وأثناء النهار أزالت حفارات آلية كتلا من الخرسانة والركام بينما استخدم عمال إنقاذ أيديهم ومجاريف للحفر. وجرت الاستعانة برافعة للمساعدة في رفع عوارض الفولاذ وكتل الحطام الثقيلة الأخرى في منطقة البحث.
وقالت ستيفاني بوشديد، وهي متطوعة في مجموعة تساعد ضحايا الانفجار، «الحكومة لا مبالية بالكامل... غائبة تماما».
واعلنت الرئاسة اللبنانية ان الرئيس ميشال عون تابع تطورات عملية البحث والإنقاذ في مكالمة هاتفية مع رئيس الدفاع المدني.
وقال محمد خوري (65 عاما) قرب موقع البحث إنه يأمل في العثور على ناجين أو العثور حتى على جثث. وأضاف «مهم أن تعثر أسرهم على السكينة».
وأظهرت لقطات بثتها محطة تلفزيون محلية المنقذين وهم يستخدمون معدات مسح لتشكيل صور ثلاثية الأبعاد للحطام في محاولة لتحديد موقع أي إنسان على قيد الحياة. وكانت هناك حانة في الطابق الأرضي قبل انهيار المبنى.
وكانت قيادة الجيش دعت الجمعة في ذكرى مرور شهر على انفجار المرفأ الى الوقوف دقيقة صمت في بيروت بالتزامن مع قرع الاجراس ورفع الاذان في المساجد ووقف السير في محيط المرفأ لمدة دقيقة أي عند الساعة السادسة وسبع دقائق تزامنا مع لحظة الانفجار.