ظلت انجلترا منافسا قويا لفرنسا لفترة طويلة من الزمن وفرضت سيطرتها على البحر المتوسط بفضل أسطولها القوي المنيع.
وأراد نابليون بونابرت مقاومة نفوذها البحري واحتكارها للطريق الملاحي الى الهند وآسيا، فاختار مصر لتكون تحت حكمه وسيطرته بفضل موقعها الجغرافي المميز.
وخرجت حملة نابليون على مصر من ميناء طولون الفرنسي وحاولت تضليل الاسطول الانجليزي المرابض في البحر المتوسط بقيادة (هيراتيو نيلسون)، لكن نيلسون أدرك بذكائه المسار المتوقع لأسطول بونابرت والذي كان ينوي الاتجاه الى مصر، واستطاع في واحد من شهر أغسطس سنة 1798م تحديد مكانه وبدأ في الاتجاه نحوه وضربه.
لقد أمر بونابرت قادة سفنه بأن يقوموا بربطها بالسلاسل في خط واحد حتى لا تتشتت في حالة حدوث هجوم محتمل.
وعلى الرغم من ذلك، وعلى الرغم كذلك من تساوي عدد سفن الأسطولين تقريبا، إلا أن نيلسون القائد البارع في فنون الحروب البحرية استطاع مهاجمة أسطول بونابرت من الجانبين وإحداث خسائر فادحة به.
وقد حدث ذلك في منطقة خليج أبي قير بالإسكندرية واكتسبت تلك الموقعة الشهيرة اسم (موقعة أبي قير البحرية) والتي عرفت كذلك باسم (موقعة النيل)، وفي تلك الموقعة بلغ عدد القتلى من الجنود الفرنسيين نحو 1700 قتيل، بالإضافة لأسر عدد آخر من الجنود بلغ 3000 جندي والذين أخذوا كسجناء.
بينما خسرت القوات الانجليزية عدد 200 جندي فقط بالإضافة لعدد 700 جريح، ولم تغرق لها سفينة واحدة.
وأصبح نيلسون بعد ذلك الانتصار الكبير أبرز قائد بحري على مستوى أوروبا، كما زادت قوة ونفوذ الأسطول الانجليزي.
من كتاب: أحداث لا ينساها التاريخ ـ د.ايمن ابوالروس