يمكن تعريف الغضب بأنه شعور قوي بالانزعاج وعدم الارتياح بسبب حالة عاطفية لأسباب ومواقف خارجية او داخلية.
ولا شك ان هناك موجة من الغضب والحنق من المواطنين على اداء مجلس الامة 2016، فالجميع يتحلطم سواء من المعارضة كالعادة وحتى في جانب الموالاة.
ناخب «يسن ضرسه» غاضبا متوعدا بمعاقبة النواب على مواقفهم.
مع ان الحقيقة هي أن اغلب اعضاء البرلمان لم يكونوا وجوها جديدة بل يعرفهم المواطنون جيدا ويعرفون طريقة ادائهم وتفكيرهم.
اذن انت ايها الناخب من جددت به الثقة وحولت هذا المرشح من مواطن الى نائب، والناخبون امثالك هم من خرجوا من منازلهم ذات يوم ليدلوا بأصواتهم لهم.
والحقيقة التي لا جدال فيها ان هناك من منح الثقة وجددها لهؤلاء النواب، فهم لم يسلبوا كراسيهم او ينالوها بوضع ايديهم، بل بأيادي ناخبيهم!
ان كان هناك ايها المواطن لديك غضب، فاغضب من نفسك أولا لأن ما حدث ويحدث وسيحدث هو نتيجة قراراتك واختياراتك، وعلى كل من ينتقد ويعترض ان ينظر الى اختياراته وطريقتها ونتائجها، و«خبز خبزتيه يا الرفلة اكليه»!
ايها الناخب الغاضب حاسب نفسك على تقصيرك تجاه عدم دعم المرشحين المصلحين، وحاسب نفسك على عدم كشف الفساد والفاسدين، وحاسب نفسك لأنك انجررت إلى المعارك الجانبية والهامشية وتركت ما هو اهم، وحاسب نفسك على انك لم تتمكن من اقناع اهل بيتك او زملائك او اصدقائك او معارفك بالاختيار السليم، وحاسب نفسك قبل ان تحاسب الآخرين، واغضب كما تشاء!
ها هو موعد المحاسبة والمكاشفة لنوابنا يقترب بسبب دنو مجلس 2016 من أيامه الأخيرة.
فإذا تكررت طرق الاختيار، فإن ذات النواب سيعودون وهم محشومون معززون مكرمون محمولين على الاكتاف بتجديد الثقة، او على اقل تقدير ممكن أن تتغير الاسماء ويظل ذات الاداء عبر وجوه اخرى.
وللحق فإن لا مجال للتفاؤل أو لوجود ضوء في آخر هذا النفق المظلم بعد المؤشرات التي ظهرت مؤخرا من نتائج الانتخابات الفرعية والتشاوريات او التزكيات او التصفيات التي توضح اننا سنرى مجلس 2016 مرة اخرى من حيث الاداء وان تغيرت الاسماء.
فلا طبنا ولا غدى الشر!
[email protected]