نهاية الشهر الماضي، استمتعت كثيرا خلال مشاركتي في إدارة جلسة ملتقى الاختراعات والمشاريع الصغيرة المتميزة الذي أقامته جمعية المخترعين الكويتية، عبر احدى المنصات الإلكترونية، والذي شهد مشاركة نخبة من المختصين في مجال الإبداع والابتكار وتنمية المواهب ومهارات إدارة والتعامل مع الاختراع أو المشروع الصغير وإنجاحه.
مناقشات مهمة أثرت محتوى هذا الملتقى المهم الذي هدف إلى بيان أهم السياسات لدعم الابداع وريادة الأعمال خلال جائحة كورونا، وتوضيح الفارق بين مفهومي الإبداع والابتكار، والتعريف بخطوات نجاح المشروعات الصغيرة، والتطرق إلى الأسباب الجوهرية ودوافع الإبداع والابتكار والاختراع.
وعلى الرغم من أن هذا الملتقى عقد على مدى يومين فقط، إلا أنه قدم العديد من النقاط العريضة والإرشادات للمخترعين والمبادرين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ستساعدهم بلا شك في إنجاح مشاريعهم واختراعاتهم وتحقيق أكبر استفادة منها بما يعود بالنفع عليهم وعلى الوطن.
ومن خلال المشاركات الرائعة التي تمت خلال الملتقى، والأفكار النيرة التي طرحت، تذكرت ما سبق وتحدثت عنه في إحدى مقالاتي السابقة، والمتعلقة بضرورة الإسراع بالاستعانة بالمخترعين وتبنيهم من قبل الجهات المعنية في الدولة والمؤسسات الحكومية للاستفادة من ابتكاراتهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات.
التفاعل الكبير الذي تم مع موضوع الملتقى، وما شهدته واستمعت إليه من حماس وطموح والحديث من القلب من المتحدثين أو المشاركين في الملتقى، سواء كانوا مخترعين أو من المهتمين بهذا المجال، أكد قناعاتي السابقة بتهافت الكويتيين بشتى الطرق على أن يقدموا شيئا لهذا الوطن العزيز، واستشعرت فعلا في حديثهم رغبتهم الجادة في خدمة الكويت وإعلاء شأنها وتقديم كل ما لديهم من أفكار أو ابتكارات أو إبداعات أو مشاريع لتحقيق الصالح العام وخدمة البشرية.
ما تأكدت منه أيضا، هو أنهم فعلا مازالوا يعانون من افتقار تبني أفكارهم وابتكاراتهم ومشاريعهم لأسباب عديدة، تتعطل مبادرات متميزة لأسباب بسيطة جدا تتعلق بدورة مستندية أو شرط تعجيزي، أو غير ذلك.
ختاما: هؤلاء المبدعون والمتميزون ثروة قومية يتم إهدارها والتخلي عنها، وعدم دعمها واحتضانها يكبدنا خسائر كبيرة جدا، وقد حان الوقت لأن يتم الاهتمام بهم بشكل أكبر، والاستماع إلى أفكارهم واقتراحاتهم، لذلك قررت أن أكتب هذه السطور، على أمل أن تصل إلى أصحاب القرار، فهذه الفئة في المجتمعات المتقدمة تعامل على أنها صفوة المجتمع وداعم كبير للدولة واقتصادها، لما لديهم من أفكار متميزة قادرة على إحداث تغييرات إيجابية كبيرة.
[email protected]