أحمد سليمان
كشفت برامج مرشحي مجلس النواب المصري عن تطابق الى حد بعيد في التوجهات حول القضايا الداخلية، خاصة الموضوعات المتعلقة بتحسين المناخ الاستثماري وجذب رؤوس أموال جديدة وتعديل النظام الضريبي والتوسع في مجال الرعاية الصحية وغيرها.
ورغم أهمية المرحلة التي تأتي فيها الانتخابات التشريعية في ظل وجود العديد من التحديات التي تواجه الدولة ومهام كثيرة أمام النواب الجدد إلا أن المحللين وجدوا أن برامج الأحزاب والمستقلين على المقاعد الفردية قد لا تعبر بشكل كبير عن تطلعات وآمال الناخبين، انما تلعب على وتر الاحتياجات اليومية الملحة، والمشاكل التي يعاني منها المجتمع بشكل عام لكي تربط الناخب بالشعار وبالمرشح بعد ذلك، مما يدفعه للتصويت لصالحه.
صعوبة الاختيار
بدأت تحالفات المرشحين تظهر في الدعائية الانتخابية خلال الأسبوع الماضي بشكل ملحوظ سواء للأحزاب الرئيسة المتحالفة في القوائم التي تطرح برنامجها باعتبارها تمتلك رؤية سياسية إلى ما يجب أن تكون عليه الدولة في المرحلة المقبلة أو بين المرشحين على المقاعد الفردية ما جعل تطابق الأهداف الرئيسية والفرعية لكثير من البرامج إشكالية حقيقية أمام حسم الناخب لاختياراته، ما قد يدفع باحتمالية صعود «مرشح غير متوقع» ومن خلال تحليل البرامج الانتخابية المختلفة من خلال الحملات الدعائية التي أطلقها الأحزاب المرشحون تبين التالي:
1 ـ حظيت القضايا الاقتصادية وتوسيع آفاق الاستثمار بنصيب عال من الاهتمام على حساب معالجة القضايا الاجتماعية.
2 ـ تعزيز النمو الاقتصادي وخلق وظائف كانا القاسم المشترك في أغلب البرامج الانتخابية.
3 ـ اتسمت برامج المرشحين ذوي الانتماءات المعارضة بنقد بعض القوانين، باعتبارها مثلت مسار جدل مجتمعي في الفترة الأخيرة.
4 ـ افتقدت الكثير من برامج الأحزاب للوضوح والعمق وسعة الأفق فيما غلب طابع الشعارات والندوات على برامج المرشحين المستقلين.
5 ـ رغم أهمية السياسة الخارجية بالنسبة للبرلمان ـ كونه يصيغ الأهداف القومية للبلاد ـ إلا أنها لم تستحوذ على الاهتمام المطلوب وفي كثير من البرامج كانت غير حاضرة تماما في الدعاية الانتخابية سواء للأحزاب أو المستقلين.
ويرى المحللون أن غالبية خطابات المرشحين خلال حملات شرح برامجهم تميل للشعبوية لكسب الأصوات واستقطاب الرأي العام في حين أن القضايا الرئيسية تتشابه في طرحها وأسلوب حلها، إضافة إلى عدم ربطها بتوقيتات زمنية محددة، ما يضع الناخب أمام اختيارين اما التصويت العشوائي أو العزوف عن المشاركة وهنا تكمن المعضلة الرئيسية التي ترافق أي استحقاق دستوري في مصر، كما ظهر نوع جديد من الدعاية للمرشحين مدفوعة الأجر تعرف المواطن بحقوقه وطريقة التصويت وتحثه على اداء واجبه الوطني، يغلب على ألوانها علم البلاد.