قال تقرير صادر عن شركة كامكو إنفست ان المخاوف على جبهة الطلب أدت إلى انخفاض متوسط أسعار النفط خلال سبتمبر 2020 بصفة عامة، حيث بلغ متوسط سعر العقود الفورية لخام أوبك 41.54 دولارا للبرميل بعد انخفاضه 8.1% على أساس شهري، فيما يعد أول انخفاض يسجله في 6 أشهر، في حين كان تراجع سعر الخام الكويتي أقل قليلا، حيث انخفض بنسبة 6.6% على أساس شهري وبلغ في المتوسط 42.1 دولارا للبرميل، فيما شهد سعر مزيج خام برنت انخفاضا بمستوى أكبر بكثير بلغت 9.4%، ووصل في المتوسط إلى 40.6 دولارا للبرميل.
وعلى صعيد آخر، أصدرت كل من «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية توقعاتهما طويلة الأجل لسوق النفط الأسبوع الماضي والتي أظهرت أن «أوبك» كانت أكثر تفاؤلا نسبيا مقارنة بتوقعات وكالة الطاقة الدولية فيما يتعلق بتعافي الطلب بعد جائحة كوفيد-19، حيث من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة في 2022 وأن يظهر نموا حتى أواخر 2030، ومن المتوقع بعد ذلك أن يظهر ثباتا على مستوى الطلب.
وأضاف التقرير ان «أوبك» خفضت تقديراتها للطلب طويل الأجل بأكثر من مليون برميل يوميا مقارنة بتوقعاتها السابقة، اذ تتوقع الآن أن يرتفع الطلب العالمي على النفط من 99.7 مليون برميل يوميا في العام 2019 إلى 109.3 ملايين برميل يوميا في العام 2040 ثم ينخفض هامشيا إلى 109.1 ملايين برميل يوميا في 2045.
من جهة أخرى، حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن الجائحة سيكون لها تأثير دائم على سوق النفط ومن المتوقع أن يتعافى الطلب إلى مستويات ما قبل الجائحة فقط في العام 2023 بشرط السيطرة على الجائحة العام المقبل.
وذكرت الوكالة أنه من المتوقع أن يستقر الطلب على النفط بعد العام 2030 ومن المتوقع أن تكون مستويات الذروة أقل بكثير من التوقعات السابقة. ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط بمقدار 0.75 مليون برميل يوميا في المتوسط حتى 2030 ليصل إلى 103.2 ملايين برميل يوميا، أي أقل بنحو 2 مليون برميل يوميا عن توقعاتها السابقة. إلا انه على صعيد العرض، فإن انخفاض الاستثمارات الرأسمالية في أنشطة التنقيب الجديدة في الولايات المتحدة وكذلك تراجع أسعار النفط التي أثرت على الأداء المالي للشركات العاملة في مجال النفط قد يساهم في الحد من نمو الإنتاج خلال السنوات القادمة.
ورأى التقرير ان أسعار النفط ظلت متقلبة خلال الأسابيع القليلة الماضية في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) مما أدى إلى تشديد عمليات الإغلاق في أجزاء عدة من العالم بما في ذلك وسط غرب الولايات المتحدة وأوروبا. وأدت الأحداث، بما في ذلك الانباء الخاصة بصحة الرئيس الأميركي واستئناف الإمدادات من ليبيا، إلى تراجع الأسعار في بداية أكتوبر 2020 إلا ان تلك الفترة أعقبها تحقيق مكاسب متواصلة على خلفية إضرابات عمال النفط في النرويج وكذلك البيانات الاقتصادية المشجعة الصادرة من الهند والصين بصفة رئيسية.
وأضاف التقرير أن مأزق حزمة المساعدات الفيدرالية لمواجهة تداعيات الجائحة وما قد يكون له من تأثير محتمل على الطلب على النفط الأميركي ساهم في إبقاء أسعار النفط متقلبة.
الطلب على النفط
وأوضح التقرير ان تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط ظلت عند نفس مستويات الأشهر السابقة دون تغيير يذكر مع توقع انخفاض 9.5 ملايين برميل يوميا في 2020 ليصل إلى 90.3 مليون برميل يوميا خلال العام. وتم تعديل الطلب الخاص بالدول التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وخفضه بمقدار 0.06 مليون برميل يوميا للعام الحالي ليصل إلى 42.9 مليون برميل يوميا، أي بانخفاض قدره 4.84 ملايين برميل يوميا. ويعكس خفض تلك التقديرات المراجعة السلبية للطلب على وقود النقل في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا خلال النصف الثاني من 2020 على خلفية ضعف الطلب خلال موسم الصيف. وقابل ذلك انخفاض الطلب بوتيرة أقل مما كان متوقعا خلال النصف الأول من 2020 على خلفية ثبات معدلات الطلب على المواد البتروكيماوية الخام في الولايات المتحدة وزيادة إعادة تخزين وقود التدفئة في أوروبا.
وبالنسبة للعام 2021، تم خفض توقعات نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 0.08 مليون برميل يوميا، ومن المتوقع الآن أن ينتعش الطلب إلى 96.8 مليون برميل يوميا مسجلا نموا قدره 6.54 ملايين برميل يوميا، مما يعكس انخفاض معدلات النمو الاقتصادي لكل من الدول التابعة وغير التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
عرض النفط
واشار التقرير الى انخفاض الإنتاج العالمي من السوائل النفطية في سبتمبر 2020 بمقدار 0.06 مليون برميل يوميا وبلغ في المتوسط 90.71 مليون برميل يوميا. ويعزى هذا الانخفاض بصفة رئيسية إلى تراجع هامشي في إنتاج الدول غير التابعة لمنظمة الأوبك، خاصة البرازيل وكازاخستان، بإجمالي 0.01 مليون برميل يوميا ليصل في المتوسط الى 66.6 مليون برميل يوميا، هذا بالإضافة إلى استمرار تراجع إنتاج دول الأوبك. ونتيجة لذلك، انخفضت حصة الأوبك هامشيا خلال الشهر لتصل إلى 26.6%.
وتم تعديل توقعات الإمدادات من خارج الأوبك مجددا ورفعها بمقدار 0.31 مليون برميل يوميا على خلفية تحسن إنتاج السوائل النفطية الأميركية بمستويات أعلى مما كان متوقعا. نتيجة لذلك، من المتوقع الآن أن ينخفض المعروض من السوائل النفطية من خارج الأوبك بمقدار 2.4 مليون برميل يوميا في 2020 ليصل في المتوسط إلى 62.8 مليون برميل يوميا. وتم رفع تقديرات المعروض النفطي من الولايات المتحدة بمقدار 316 ألف برميل يوميا في أحدث التقديرات الصادرة بالإضافة إلى رفع توقعات كل من غيانا (+85 ألف برميل يوميا) وروسيا (+24 ألف برميل يوميا) والصين (+13 ألف برميل يوميا). وقابل ذلك خفض توقعات الامدادات الخاصة بكل من البرازيل (-19 ألف برميل يوميا) وكندا (-18 ألف برميل يوميا) وتايلاند (-10 ألف برميل يوميا). أما بالنسبة للعام 2021، فقد تم خفض توقعات العرض من خارج الأوبك بمقدار 0.11 مليون برميل يوميا مما يعكس توقع انخفاض امدادات كل من الولايات المتحدة (-102 ألف برميل يوميا) وروسيا (-24 ألف برميل يوميا) وهو الأمر الذي قابله جزئيا زيادة العرض من غيانا (+34 ألف برميل يوميا) والصين (+12 ألف برميل يوميا) وأستراليا والمملكة المتحدة.
إنتاج الأوبك
وذكر التقرير ان إنتاج الأوبك من النفط واصل ارتفاعه للشهر الثالث على التوالي، وإن كان بمستويات هامشية، بعد قيام 10 من أصل 13 دولة من منتجي الأوبك برفع الإنتاج خلال الشهر، وفقا للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبيرغ، حيث ارتفع متوسط الإنتاج بمقدار 40 ألف برميل يوميا أو بنسبة 0.16% خلال الشهر ليصل إلى 24.43 مليون برميل يوميا، بينما قدرت الأوبك الإنتاج خلال الشهر عند مستوى 24.11 مليون برميل يوميا. وسجلت الامارات أعلى معدل لخفض الإنتاج بعد أن قلصت إنتاجها بمقدار 310 ألف برميل يوميا خلال الشهر للامتثال لاتفاقية الأوبك وحلفائها. ولحقت بها نيجيريا وغينيا الاستوائية بتخفيض إنتاجهما خلال الشهر بإجمالي 50 ألف برميل يوميا. وقابل تلك الجهود لخفض الإنتاج قيام كل من العراق وفنزويلا وليبيا برفع انتاجها، بينما كان الإنتاج في بقية دول أوبك هامشيا.