حذر الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية من أن تطور وباء كوفيد-19 في أوروبا يشكل «مصدر قلق كبير»، في وقت انضمت بريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى قائمة الدول التي تشدد إجراءاتها لوقف تفشي «الموجة الثانية».
وقال مدير الفرع الأوروبي للمنظمة هانس كلوغه في مؤتمر صحافي عبر الانترنت إن «عدد الإصابات اليومية يرتفع وحالات الدخول إلى المستشفيات كذلك»، موضحا أن «كوفيد أصبح السبب الخامس للوفاة وتم بلوغ عتبة الألف وفاة يوميا». إلا أنه أوضح أن الوضع لا يشبه ما حدث في الربيع ومعدل «الوفيات أقل بخمس مرات» من ذروة أبريل الماضي، مشددا على أهمية التدابير الجديدة السارية في جميع أنحاء أوروبا. ويتزامن هذا التحذير مع تسجيل ألمانيا، زيادة يومية قياسية في عدد الإصابات تجاوزت 6638 بحسب معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية ليصل الإجمالي إلى 341223.
وقال هيلج براون كبير موظفي مكتب المستشارة أنجيلا ميركل لإذاعة إيه.آر.دي العامة «لم يعد هناك مجال للشك الآن في أنها بداية موجة ثانية كبيرة جدا». ووافقت الولايات الألمانية في وقت متأخر أمس الأول على تمديد إجراءات الحد من تفشي الفيروس في أنحاء أكبر من البلد مع زيادة الإصابات الجديدة وأعلنت ميركل تشديد القيود حول التجمعات وضرورة وضع الكمامة.
وقالت «أنا على ثقة من أن ما نقوم به الآن سيكون حاسما حول كيفية تخطينا هذه الجائحة». وشددت العاصمة البريطانية (لندن)، أغنى مدينة في أوروبا والبالغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة، إجراءات العزل العام اعتبارا من منتصف الليلة الماضية في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء بوريس جونسون مواجهة الموجة الثانية، وموجة الغضب بسبب التكاليف الاقتصادية والاجتماعية والصحية لأكبر تقليص للحريات منذ زمن الحرب. وحذر مستشار حكومي سابق من أن بعض الناس سيواجهون مشكلة في إلباس أطفالهم قريبا. وذكرت صحيفة «ذا تايمز» أن لندن انتقلت إلى مستوى التأهب «المرتفع» من المستوى «المتوسط». وكانت الحكومة قد أعلنت عن ثلاثة مستويات للتأهب هي «المرتفع للغاية» و«المرتفع» و«المتوسط».
وقال رئيس بلدية لندن صادق خان «يجب أن أحذر سكان لندن.. ينتظرنا شتاء قارس».
وانضمت فرنسا إلى دول أوروبية أخرى مشددة إجراءات مكافحة الفيروس مع فرض حظر تجول في باريس وثماني مدن أخرى اعتبارا من الغد.
واعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حظر تجول بين الساعة 21:00 والسادسة صباحا لمدة ستة أسابيع في باريس ومدن كبرى اخرى مثل ليون ومرسيليا وتولوز. وتشمل هذه الإجراءات نحو 20 مليون شخص من أصل سكان البلاد الـ67 مليونا. وفي إسبانيا، ستغلق الحانات والمطاعم في منطقة كاتالونيا في شمال شرق البلاد، مدة 15 يوما فيما تواجه البلاد واحدا من أعلى مستويات الإصابة في الاتحاد الأوروبي مع حوالي 900 ألف حالة وأكثر من 33 ألف وفاة. أما في إيطاليا، فقد سجلت 7332 إصابة جديدة أمس الأول في أعلى مستوى يومي في هذا البلد الذي عانى كثيرا من الوباء. وفي الصين، أعلن مسؤولون أن ما يقرب من 10 ملايين شخص يشكلون تعداد سكان مدينة تشينغداو الصينية بمقاطعة (شاندونغ) خضعوا للفحوصات بعد اكتشاف بؤرة جديدة وعشرات الحالات المرتبطة بمستشفى تشينغداو البلدي للصدر والذي كان يعالج مرضى فيروس كورونا الآتين من الخارج. وعلى الإثر، ذكرت اللجنة الوطنية للصحة في الصين انها قررت ايقاف مدير الصحة بالمدينة سوي تشن هوا، عن العمل وإقالة رئيس مستشفى المدينة للأمراض الصدرية دنغ كاي من منصبه وإحالتهما للتحقيق على خلفية تسجيل حالات اصابة محلية مرتبطة بالمستشفى والذي يستقبل حالات الإصابة الوافدة من الخارج.