الأديب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين ليس حالة كويتية أدبية خاصة، بل أقرب إلى الحالة العربية المتفردة، فهو أديب شاعر عربي ثري أوقف جزءا من ماله - وإن لم يعلن ذلك - في سبيل خدمة الشعر، ليس الشعر فقط بل الأدب بشكل خاص واللغة العربية على وجه العموم.
لقد وضع وقفاً وإن لم يعلن ذلك كما ذكرت عبر الجائزة التي حملت اسمه.
ككويتي أفخر بأنه من بلدي، وأن فكرة الوقف الأدبية، وإن كانت غير معلنة إلا أنها حقيقية وفق آليات الجائزة واهتماماتها بالشعر والشعراء وحركة التدوين التي ما عاد أحد يسير في ركابها سوى مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين.
ورغم ما عمله الرجل وأنجزه من رفع لاسم الكويت في كل المحافل الأدبية العربية التي كانت مهرجانات مؤسسته هي جوهرة تاجها، إلا أنه عندما أراد تأسيس وقف رسمي في الكويت تم التعرض له سياسيا، رغم أن الكتب الرسمية من أعلى جهة رقابية هي ديوان المحاسبة تثبت سلامة إجراءات تخصيص الوقف الخيري من الألف إلى الياء.
بالمناسبة الوقف الخيري كان عملا خالصا لوجه الله لا فائدة مادية دنيوية ترجى منه لصاحبه الذي أسس أكثر من 25 مركزا ثقافيا في 25 بلدا وابتعث آلاف الطلبة للدراسة عليها، وكان الهدف ان يكون الوقف رافدا لتلك المراكز وغيرها حتى لا يتوقف عطاؤها، ولكن ماذا نقول إلا كما يعرف الجميع... لا كرامة لنبي في وطنه.
وحتى تكون الصورة أكثر وضوحا وأقرب إلى ذهن المتلقي فتلك المراكز ومهرجانات الجائزة ومؤتمراتها هي بمثابة سفارات كويتية موازية للسفارات الرسمية في تلك البلدان، وأقرب ما تكون إلى سفارات ثقافية أو مراكز إعلامية تعمل كويتياً وتتحدث بالكويتية الفصحى وتجمع الأدباء والشعراء على طاولة الكويت.
تلك المراكز كويتية كونها على الأقل تحمل اسم مواطن كويتي قدر له أن يكون شاعرا أديبا، ولم تطلب المؤسسة في أي من مراكزها أو مهرجاناتها الممتدة على مسافة نحو الثلاثين عاما دعما حكوميا من أي نوع كان، بل كانت هي نقطة الانطلاق لنفسها ذاتيا والانتهاء وفي الأخير يصب ما عملته وفعلته في صالح الكويت.
هنالك الكثير للحديث حوله عن مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين وليس من مقام مقال لاحتوائه هنا، لكن يكفي أن نجاح الجائزة جاء لسبب بسيط جدا هو أن صاحبها والتي تحمل اسمه لم يكن يبحث عن مجد شخصي، لذا نجحت وامتدت على مدار عقود ثلاثة وكانت طوال تلك الفترة جسرا عملاقا بين الكويت وبين جميع الشعراء والأدباء العرب، لتكون الكويت بسببها عاصمة الشعر العربي طوال تلك الفترة.
***
توضيح الواضح: عقدت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين عام 1997 مهرجانا شعريا حمل اسم الشاعر الأشهر ابن لعبون، وضم المهرجان أمسيات وندوات، لاحقا كان ذلك المهرجان الباب الذي خرجت منه الأمسيات الجماهيرية في أنحاء الخليج العربي.
توضيح الأوضح: الأديب الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، شكرا لك وشكرا منك وشكرا عليك.
[email protected]