أميرة عزام
amira3zzam@
الكثير من الأفلام الأميركية والعالمية أعطت تصورات مختلفة عن نهاية العالم وتنبؤات للمستقبل، وإن كانت بعيدة او قريبة ولكن اهتمامنا بالطرح العربي ليس بذات القوة، فدائما ما كنت اتساءل: «لم لا نجد في فننا العربي أعمالا تتنبأ بالمستقبل، كمسلسلات حقيقية أو كرتونية تعمل على التوقعات بالمستقبل القريب والبعيد وليس فقط علماء او خبراء استراتيجيين، ليس فقط كنوع من الخيال العلمي وانما للتشجيع لادراك ما يفكر ويخطط به الآخرون مما يمكن ان يحدث لتفادي الحروب الفيروسية والمآزق التي نعيش بها الآن ونملك تخوفا كبيرا من المستقبل، فهناك العديد من القصص والروايات التي سبقتنا بعشرات السنوات التقدمية للامام، وتشبه الواقع الحقيقي وليس من محض الخيال.
فالكاتب والخبير الشهير د.مصطفى محمود توقع منذ الستينيات وجود الهواتف النقالة وايضا انشغال كل شخص بهاتفه وان كانوا معا.
وفي رمضان الماضي، قدم الفنان (يوسف الشريف) مسلسل «النهاية»، كعرض لتنبؤ بحال المستقبل، ولكنه حمل فكرا خياليا قويا، وأخذ فترة مستقبلية بعيدة، بغض النظر عن بعض العيوب الاخراجية الواضحة، الا ان مختلف الاجيال استحسنت الفكرة الجديدة وعاشت مع الحلم العربي بالعيش مستقبلا في القدس ووصل الامر سياسيا بعد فنيا لاستنكار الاحتلال للعمل الفني وهو ما اكد نجاحه.. كما ظهر تنبؤ لظهور جماعة «داعش» في فيلم «الجزيرة»، ولكنه أظهر ذلك بشكل صغير.
فهل سيختفي مثل هذا الفن لكون أميركا سببا في وجوده وتشكيله هو والمستقبل الفعلي بشكل ما؟ أم أننا مازلنا غير واعين بالدرجة الكافية لتوظيف الخبرة والعلم للتوقع والتنبؤ بالأحوال المستقبلية؟ والاهم من العمل هو كيفية مواجهة الاحداث المستقبلية السيئة من جهة والاستفادة من التطور الحسن من جهة اخرى، فهل يدرك عالمنا العربي والفني خاصة الى اين نحن ذاهبون؟ وهل نتوقع طفرة فنية مستقبلية مع زيادة اعداد الطواقم الفنية من ممثلين وفنيين ام ان المشكلة مازالت في الكاتب ونصوصه والمخرج وامكاناته الانتاجية والمنتج ورغباته التجارية؟
أم لأن الرقابة العربية هي ما تمنع ظهور هذا الفن؟
وعلى الجانب الآخر، لم لا نجد فنا كرتونيا بشكل جديد وليس فقط امتداد للأشكال القديمة وإعادة حلقاتها، أو أخذ الأعمال الأجنبية وعرضها وإن تمت دبلجتها؟
فلماذا ندع أطفالنا العرب يشاهدون الأعمال الأجنبية التي تحمل التفاصيل والفكر الأجنبي دون مراجعة منا اذا كان يصلح او لا؟
وإن ظهر تضييق سقف الحريات فيما مضى، فإلى أين نتوقع أن يصل ويشمل في الفترات المقبلة، للوطن العربي بشكل عام والخليج بشكل خاص؟
فلم لا نرتقي بالفن والأعمال والصناعات الفنية بشكل يسمح لنا بمنافسة أعمال العالم، ولا نظل منغلقين على أنفسنا بأفكارنا، او نخرج للعالم لنكون مجرد تابعين له؟
فهل نتوقع أن نجد دراما جديدة أفضل إنتاجيا وفكريا وقصصيا مما فعله (يوسف الشريف) او غيره؟
هل نتوقع ان نجد أحداثا درامية تناقش الوضع في المستقبل القريب عربيا بخلاف مشكلة القدس وفلسطين والنزاع على العالم العربي، ولكن أيضا التطرق لمشكلات التلوث البيئي والطقس والأمور البيئية هل سيكون لها نصيب؟
فأين الكتاب والمنتجون ليقدموا لنا ما يفتح العقل ويبعدنا عن بعض ما يعرض حاليا؟!
عائلة سيمبسون
الرسام «مات غرينينغ» انبثقت من عنده فكرة عائلة سيمبسون عندما كان في بهو جيمس بروكس وأطلق على الشخصيات التي رسمها أسماء أفراد عائلته، واستخدم اسم بارت بدلا من اسمه، لتظهر بعد ذلك تلك العائلة ضمن برنامج تراسي أولمان في تاريخ 14 أبريل 1987، ثم بدأ بنشر المسلسل في تاريخ 17 ديسمبر 1989 مع وجود عدة شخصيات صغيرة وكبيرة إلى جانب الخمس أفراد الأساسيين بالعائلة.
استمر المسلسل الكرتوني الشهير عائلة سيمبسون في إبهار الجميع، بقدرته على توقع الأحداث قبل وقوعها بسنوات، وقد أصبح من المعتاد عند حصول أي حدث عالمي، أن يذهب متابعو المسلسل إلى الحلقات القديمة لمعرفة ما إن كان تم التحدث عن هذا الأمر مسبقا، كان آخرها الإدعاء بأن حريق كنيسة نوتردام قد ورد في المسلسل ولو بطريقة غير مباشرة، وقبل أيام قليلة، ادعى متابعو المسلسل بأن الناشطة البيئية «غريتا تونبرغ» قد ظهرت في المسلسل أيضا، وقالوا إن ذلك قد حدث منذ 10 سنوات.
وكما تنبأ المسلسل الكرتوني بأحداث 9 سبتمبر، تنبأ ايضا بانفجار مرفأ بيروت، حين يظهر في إحدى حلقاته «هومر»، وهو شخصية رئيسية في المسلسل، أثناء شرائه متفجرات من متجر، وفي المشهد التالي، يحدث انفجار ضخم، وتظهر سحابة كبيرة، مثل تلك التي ظهرت في بيروت.
وكذلك صدم المسلسل المشاهدين أزمة اليونان الاقتصادية والتي كان من المحتمل طردها من الاتحاد الأوروبي في حال عدم تسديدها الديون المستحقة لصندوق النقد الدولي، إلا أن المسلسل الكرتوني كان قد توقع ذلك قبل 3 سنوات في الموسم 23، وتحديدا في الحلقة العاشرة، كما توقع المسلسل قيام كندا بتشريع الماريجوانا فيها قبل نحو 13 سنة من قيام كندا بهذا فعل، في حلقة بعنوان «Rx Midnight» التي بثت عام 2005، خلال الموسم الـ16 منه، فخلال الحلقة تقوم شخصيا هومر والجد سمبسون بتهريب مخدرات أقل سعرا من مانيتوبا في كندا، وخلال وجودهم هناك، يتعرفان على نظيرهما الكندي، الذي يقدم لهما سيجارة ماريغوانا قائلا «إنها قانونية هنا»، كما توقع المسلسل أيضا اختراع بعض المنجزات البشرية، وهي التي ظهرت بالفعل لاحقا، ففي الحلقة الثامنة من موسمه السادس عام 1994 توقع المسلسل توفر خدمة المصحح التلقائي للرسائل التي يكتبها الهاتف النقال وكان هذا الأمر مستحيلا حينها، فبالكاد كانت الهواتف آنذاك توفر خدمة الاتصالات، لكن في عام 2007 أصبح المصحح التلقائي متوفرا على كل الهواتف الذكية بالفعل.
العرب في المسلسل
خلال إحدى حلقات المسلسل عام 2001م، يظهر بارت سيمبسون يقود طائرة مقاتلة ويطلق صاروخا ليقصف بلدا ما في الشرق الاوسط، حيث يظهر على باب سيارة جيب العسكرية علم يشبه كثيرا علم المعارضة السورية الآن، ولم يتوقع أحد آنذاك أنه بعد 10 سنوات ستنشأ معارضة سورية وتتخذ العلم نفسه الذي ظهر في الحلقة رمزا لها.
أمين: الرقابة والجمهور السبب!
وعن السبب الحقيقي وراء عدم انتاج توقعات مستقبلية في الكويت رغم الاجتهادات وتوفر جميع الامكانات قال الفنان خالد أمين ان تقديم عمل به رؤية مستقبلية يبتعد عنه الدراميون اذ ان الرقابة لا تسمح، فقد سبق ان قدمنا مسلسل «إفراج مشروط» وهذا العمل يتضمن توقعات وتخيلات للمستقبل والجمهور لا أدري اذا ما استساغ العمل او ان النص كان غير واضحا، ولكن الجمهور غالبا ما يريد شيئا واضحا، ولكن ان يكون العمل واضحا فلدينا إشكالية أخرى مع الرقابة فمثل هذه الأعمال من الصعب اجازتها في الرقابة وتظل تسأل (لماذا هذا ويجب حذف هذا وكيف هذا).. فدرءا لهذه المشكلات نتجنب مثل هذه الأعمال.
أمين: الرقابة والجمهور السبب!
وعن السبب الحقيقي وراء عدم انتاج توقعات مستقبلية في الكويت رغم الاجتهادات وتوفر جميع الامكانات قال الفنان خالد أمين ان تقديم عمل به رؤية مستقبلية يبتعد عنه الدراميون اذ ان الرقابة لا تسمح، فقد سبق ان قدمنا مسلسل «إفراج مشروط» وهذا العمل يتضمن توقعات وتخيلات للمستقبل والجمهور لا أدري اذا ما استساغ العمل او ان النص كان غير واضحا، ولكن الجمهور غالبا ما يريد شيئا واضحا، ولكن ان يكون العمل واضحا فلدينا إشكالية أخرى مع الرقابة فمثل هذه الأعمال من الصعب اجازتها في الرقابة وتظل تسأل (لماذا هذا ويجب حذف هذا وكيف هذا).. فدرءا لهذه المشكلات نتجنب مثل هذه الأعمال.