جئتك مستجديا لا مستفتيا
دخل أعرابي على المأمون وقال له: يا أمير المؤمنين، أنا رجل من الأعراب.
قال: لا عجب في ذلك، فقال الأعرابي: إني أريد الحج. قال المأمون: الطريق واسعة. قال: ليس معي نفقة. قال المأمون: سقط عنك الحج. قال الأعرابي: أيها الأمير جئتك مستجديا لا مستفتيا. فضحك المأمون وأمر له بصلة.
ليفعل بها ما يشاء
يُحكى أن أعرابيا حمل جرته ليملأها من مياه البحر، والتقى على الطريق بجماعة من الشعراء متوجهين الى دار الخليفة فرافقهم، ودخل معهم. ولما رآه الخليفة سأله: ما حاجتك؟ أجاب:
ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي
فقال الخليفة: املأوا له هذه الجرة ذهبا.
فقال أحد الأعوان: هذا مجنون، لا يعرف قيمة هذا العطاء، وقد يتلفه من غير طائل، فقال الخليفة: إنما هي أمواله، وليفعل بها ما يشاء.
ولما مُلئت جرته وخرج من الباب أخذ يوزِّع الأموال بلا حساب، فوصل الخبر الى الخليفة، فاستدعاه، وسأله عن سبب فعلته، فأجاب:
يجود علينا الخيرون بمالهم
ونحن بمال الخيّرين به نجود
فقال الخليفة: أحسنت أيها الأعرابي، وأمرنا أن نملأ جرتك بعشرة أضعاف، فالحسنة بعشرة أمثالها.
من كتاب: أجمل وأروع نوادر وظرفاء العرب ـ إعداد: سامر حشيمة