بيروت ـ جويل رياشي
قبل 4 سنوات من اتمامها مئويتها الأولى، أطلقت صحيفة «لوريان لوجور» اللبنانية الناطقة باللغة الفرنسية، منصة «لوريان توداي» باللغة الانجليزية، في خطوة مدروسة للصحيفة العريقة، التي تحرص على مواكبة الحداثة، وتأكيد الدور الريادي اللبناني في الصحافة، «وبناء مجموعة اعلامية مستقلة ومستدامة»، تعتمد على تمويل ذاتي، بعيدا من «المال السياسي».
مشروع جديد للصحيفة يعكس اصرار ادارتها «على الكتابة بالخط العريض لفصل جديد من المشهد الاعلامي في الشرق الأوسط»، وفق البيان الذي قدمت فيه مشروعها الجديد، والموقع من رئيسة مجلس إدارة الصحيفة نايلة دو فريج والمدير التنفيذي ميشال حلو.
في أشد الأوقات الاعلامية حرجا، وفي عز معركة البقاء للمؤسسات المتخبطة، تضع «لوريان لوجور» قدما على أرض ثابتة، تكرس بها خطواتها المحسوبة بدقة، مستفيدة من غياب المنافسة بوجود صحف ناطقة بالفرنسية، الى احتجاب النسخة الورقية لصحيفة «دايلي ستار» الوحيدة الناطقة بالانجليزية في بيروت.
غياب المنافسة من مطبوعات أخرى، لا يقلل من منافسة مع الذات تخوضها الصحيفة العريقة، «المتهمة» بالتوجه الى جمهور نخبوي، وتصل بثقة الى قراء ينتشرون خارج وطن الأرز، وقد تحولت عن جدارة «مادة ثقة للبنانيين في بلاد الانتشار»، وهي التي تجاهر بخطها السياسي، وتحظى باحترام الخصوم قبل المؤيدين، نظرا الى ما تتمتع به من رصانة وحرفية، وإصرار على الانتصار لصحافة حرة، لا تسعى للحصول على تمويل بعيدا من الميدان الصحافي.
«عدة الشغل» في «لوريان لوجور» لا تتبدل، اذ تقوم على فريق عمل صغير من صحافيين محترفين، تشرف عليهم إدارة تحسب خطواتها، وتترك لهم «استقلالية المحتوى التحريري وإعطاء غرفة الأخبار كامل الصلاحيات للتصرف على هذا الأساس»، وفقاً لقاعدة التزمت بها الصحيفة التسعينية.
وفي البيان المشترك الصادر عن دو فريج وحلو تأكيد على «أن إطلاق منصة تنطق باللغة الإنجليزية لا يؤثر في تعلقنا التاريخي باللغة الفرنسية، التي نكتبها منذ 96 سنة خلت، والتي ستبقى اللغة التي نتحدث بها حتى رمق لوريان لوجور الأخير».
مشروع جديد تتحدى به «لوريان لوجور» الزمن الأصعب في تاريخ الصحافة وخصوصا في العالم العربي، وتعطي من خلاله فسحة أمل لمزاولي المهنة والقراء، بالاستمرار و«العبور الآمن» الى «غد أفضل»، في زمن يخشى فيه الجميع على الصحافة واستقلاليتها، نتيجة الأزمة المالية العالمية وغيرها من أسباب تهدد وجود «مهنة البحث عن المتاعب».
تهانٍ كثيرة أمكن رصدها على حساب ميشال حلو على «تويتر»، من بينها سؤال عن موعد صدور نسخة بالعربية. وهنا يبرز رد حلو الذي يعزو السبب «الى ان المنافسة شرسة باللغة العربية، خصوصا بسبب التمويل السياسي، وصعوبة كسر نموذج الأعمال. واذا نجحنا (بالنسخة الانجليزية)، فسيكون التحدي التالي (باللغة العربية) ان شاء الله».
يقود فريق عمل المنصة الانجليزية الصحافي الأميركي المقيم في بيروت بنجامين ريد، الذي خبر العمل في العاصمة اللبنانية عبر المطبوعة الورقية لصحيفة «الدايلي ستار» التي تخلت عن طبعتها الورقية مكتفية بالصدور الإلكتروني، وأشار الى طرده من الأخيرة بسبب تنظيمه إضرابا مع زملائه اعتراضا على عدم نيل رواتبهم بانتظام، الأمر الذي بات شائعا في ما بقي من مطبوعات لبنانية أخرى.
تحدٍّ جديد تخوضه إدارة «لوريان لوجور» التي تتوجه الى جمهور جديد، من دون ان تتخلى فيه عن مبادئ التزمت بها الإدارات المتعاقبة على الصحيفة. تحد يجمع جمهور الصحيفة على قدرتها على الفوز به، في حين يتمنى الآخرون ان ينسحب نجاحه على مؤسسات إعلامية أخرى، بعضها يعد العدة للنزول الى الميدان، والسير «عكس تيار احتجاب مطبوعات عريقة»، وتكريس بيروت «نيشان شرف على صدر الصحافة العربية»، وهذه عبارة وردت في بيان دو فريج وحلو.