يطالب عدد من نواب مجلس الأمة في دور انعقاده الجديد والأخير بمناقشة قانون تعديل النظام الانتخابي، بعد أن تم سحبه من لجنة الداخلية والدفاع التي لم تنظره أو تناقشه وتعاملت معه بإهمال ولا مبالاة وأقبرته!
أن تصل متأخرا في نهاية المجلس خير من ألا تصل أبدا، وأعتقد جازما أن النظام الانتخابي يجب أن يتغير.
ولكن الجميع يعلم أن الصوت الواحد قد أوجد واقعا من المصالح للعديد من النواب الذين وصلوا الى المجلس من خلاله، وهذا الأمر سيخلق معارضة طاحنة ضد تعديل النظام الانتخابي من قبل المستفيدين منه.
وللحق نقول لا يختلف اثنان على أن النظام الحالي الفردي أثبت رداءته بعد عدة محاولات وجولات، عزز من خلاله الاصطفاف القبلي والطائفي في مختلف الدوائر وأعاد الفرعيات إلى الواجهة بعد أن تم القضاء عليها في مجلس فبراير 2012.
ندرك أن نظام الصوتين المقترح ليس هو الحل أو الطموح للوصول الى الإصلاح المنشود، لكنه سيكون بلا أدنى شك أفضل من النظام الحالي من خلال تحسين جودة مخرجات مجلس الأمة.
رفع عتبة النجاح في الانتخابات سيجعل التركيز على طرح القضايا الشعبية أكثر من الخاصة وبنسبة أكبر من النظام الحالي، والمحاولة لسن تشريعات وقوانين ذات جودة أفضل مما هو عليه الآن.
وأعتقد أن الصوت الواحد وفق نظام القوائم النسبية مع وجود عتبة للنجاح هو النظام الأمثل، والذي يعتمد على البرامج الانتخابية والعمل الجماعي ويعزز من فرص محاسبة القوائم على تحقيق أهدافهم وبرامجهم.
وهذا هو النظام المعمول به في الدول المتقدمة والمتطورة والتي استطاعت النهوض والتقدم، وكما كنا السبّاقين في الديموقراطية والحريات وتراجعنا، أتمنى أن نعاود التقدم مجددا في العهد الجديد.
[email protected]
@Al_Derbass