[email protected]
حرفان عربيان واو ودال!
كبيران في معانيهما إذا اجتمعا!
ود.. أي محبة!
مفردة ود عجيبة إنه صنم جاهلي عبده العرب!
(وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا).
وقال الله تعالى في موضع آخر: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).
ود.. كلمة صغيرة كبيرة المعاني وكما نقول (بودي لو تزورني) بمعنى أحب ذلك وكذلك عندما نقول: (الشعب خطب ود أميره.. كما هو حاصل الآن ما بين الشعب الكويتي الوفي الأصيل وحكامه النجباء).
نقول: هو ودود وهي ودودة واده موادة ودادا أي بادله المودة وتودده طلب مودته وتودد اليه أي تحبب!
أي أرضاه محبة وطلب قربه وصداقته ومحبته.
كما أن الناس تقول في مجالسها وددنا لو قضي على الفساد!
أي محاربة الفساد والقضاء عليه!
إذن (وددت وتمنيت) معناها واحد بودي أن أفعل كذا وكذا!
وقيل متقلب الود، أي لا يؤمن جانبه متقلب المزاج هذا لا يمكن الاطمئنان له يوما لأنه متبدل المشاعر!
طبعا هناك (الودود) وهو أحد أسماء الله الحسنى ومعناه المحب لعباده الصالحين أو المحبوب في قلوب أوليائه!
من أروع الأشعار لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله:
لا خير في ود امرئ متلون
إذا الريح مالت مال حيث تميل
جواد إذا استغنيت عن أخذ ماله
وعند احتمال الفقر عنك بخيل
فما أكثر الأخوان حين تعدهم
ولكنهم في النائبات قليل
هناك مثل يوناني قديم أعجبني (التواضع اجتلاب المجد واكتساب الود)!
إذا أردت الود الحقيقي فاعمل في ثلاث تضمن لك الود من صاحبك: أن تبدأه بالسلام وتدعوه بأحب الأسماء اليه وتفسح له في المجلس!
لقد قالها زهير بن أبي سلمى:
الود لا يخفى وإن أخفيتهوالبغض تبديه لك العينان
الخلاصة ان البغض والكره «عكس» الود والمحبة وإذا ذهب العتاب فليس من ود ويبقى الود ما بقي العتاب، لهذا قيل بحجم المحبة يكون العتاب!
ويبقى في ذاكرتي ما قاله شاعر وفيلسوف لبنان جبران خليل جبران:
«تعانق المتحابات ما بينهما من ود أكثر مما يعانق أحدهما الآخر»!
٭ ومضة: في سنة الكورونا 1442هـ الموافق 2020م تباعد الناس وكان الكثير منهم شعاره: ما أقبح القطيعة وعدم الصلة والجفاء بعد المودة والتباعد!
لكنها إجراءات واحترازات بشرية لوقف زحف كورونا وكوفيد-19.
أعاتب ذا المودة من صديق
إذا ما رابني منه اجتناب
إذا ذهب العتاب فليس ود
ويبقى الود ما بقي العتاب
٭ آخر الكلام: سألني الأخ البروفيسور «أبوشميس» عن الفرق ما بين الود والحب؟
فقلت: هناك في الحياة (حب) وهناك (مودة) وهما مرتبطان معا ويصعب التفريق بينهما، البعض يصف الحب بالعاطفة والود بالإعجاب والمودة مشاعر تأتي قبل الحب أو بعده، والمودة طريق مؤد للحب وهي حاجة إنسانية وعملية ظاهرة وليست خفية، فالمودة تقوم على الانجذاب الشخصي وهي من الرومانسية، أما الحب فهو شعور قوي مسيطر ويحتوي على مزيج من الارتباط العاطفي والجسدي والعقلي والروحي.
٭ زبدة الحچي: في سنة الكورونا 1442ه - 2020م احتاج الناس الى مزيد من الحب والود نتيجة ازدياد القلق والتوتر والضغوط بأنواعها ما جعل الناس تطلب الود والمحبة في زمن الجفاء بعد أن تحول الكون كله الى سجن كبير للبشر!
اليوم الناس تعيش في (كوكب الأرض) وبينهم علاقات من محبة وود وتصل أحيانا الى العشق، فماذا يفعل المبتلى؟
وهذه العلاقات المختلفة لها أنواع من الحب والمودة وأيضا من بر وإحسان ومصالح وتربطها أحيانا محبة وود وأخرى عداوات وكره وشر.. إنه عالم البشر وتصارعه مع وباء كورونا اللعين الذي أوقف العالم!
تعلمت في الحياة ألا أجحد أحدا واحفظ الفضل لصاحبه، فالحر الكريم لا يخون عهده ولا ينسى مودة من وده ولا يكفر بنعمة من أحسن اليه ولا فضل عليه فإن حسن العهد من الإيمان.. وإن شاء الله كلنا مؤمنون!
عزيزي القارئ كل المحبة والود لك.. تذكر أم حرفين.. ود..
في أمان الله..