- إفصاح الشركات المحدود أو المنقوص عن وضعها بالأزمة يضر بمصداقية السوق
محمود عيسى
يقول خبير اقتصادي إن الإفصاحات المحدودة من قبل الشركات ورجال الأعمال في دول الخليج خلال هذه الفترة العصيبة، التي ترقى الى مرتبة أوقات الاختبار، تضر بمصداقية السوق وتهز الثقة فيه.
ونسبت صحيفة ارابيان بيزنس للرئيس التنفيذي لشركة ايريديوم لعلاقات المستثمرين أوليفر شوتزمان قوله: «حيثما ساورتك الشكوك عليك بالسؤال والاستفسار، وهذه نصيحة مفيدة لأي شخص يسعى للحصول على معلومات مباشرة من المصدر، ومن هنا فليس غريبا أن يستشهد محللو الأبحاث والمستثمرون في كثير من الأحيان بالمعلومات عن الأرباح الفصلية للشركات باعتبارها الوسيلة الأكثر أهمية وفعالية يمكنهم من خلالها وضع تصورات رؤى لحجم ونوعية أداء الأعمال والفريق القائم على إدارتها».
وأضاف الكاتب أن موسم إعلان نتائج الشركات للربع الثالث لهذا العام قد يكون من أكثر المواسم إثارة على الإطلاق، حيث ستبدأ الشركات المدرجة في العالم وربما بدأ بعضها بالفعل في الإفصاح عن مدى نجاحها خلال الأشهر التسعة الأكثر استثنائية التي تعيها الذاكرة الحية.
وفي حين نجد بعض القطاعات قد تعرضت لخسائر جسيمة نتيجة الوباء، ومنها على سبيل المثال شركات الطيران والضيافة والسياحة، فإن البعض الآخر سيكون في وضع أفضل كقطاعات الرعاية الصحية والصناعات الدوائية وخدمات التوصيل إلى المنازل، ولكن هناك شيئا واحدا في غاية الوضوح، وهو أن المحللين والمستثمرين سيطلبون تقييما لنظرة مستقبلية ثاقبة حول الاتجاه الذي ستسلكه الشركات خلال هذه الفترة العصيبة التي تعاني من عدم اليقين.
وقال إن سبب القلق بالنسبة للشركات الخليجية من هذا الوضع هو أن الثقة في الشركات العامة، لاسيما مصداقية إداراتها ومسؤوليها، تكون تحت المحك وأكثر عرضة للمخاطر في أوقات الأزمات. ومن هنا يعتبر الإفصاح المحدود أو المنقوص خلال أوقات الاختبار هذه، وعدم إيلائه الأهمية التي يستحقها، كما هو الحال بالنسبة للغالبية العظمى من الشركات الإقليمية، من العوامل الضارة بمصداقية السوق بشدة والتي تزعزع الثقة فيه.
وستعتمد ردود فعل السوق إلى حد كبير حيال نتائج الربع الثالث على مقدار المعلومات التي يوفرها الرؤساء التنفيذيون والمديرون الماليون والتي تمكن المستثمرين والمساهمين من الحكم على الاتجاه الذي تسير فيه الشركات المدرجة. ويجب أن تكون الإفصاحات عن الأرباح فرصة ممتازة لإبلاغ المحللين والمستثمرين حول كيفية تعامل شركاتهم مع تداعيات فيروس كورونا، وإعطاء التقييم الصادق لأدائهم خلال أوقات الاختبار هذه.