يشيع العراق اليوم الخميس جنازات غالبية ضحايا حريق الحمدانية، الذي اندلع إثر اشتعال النيران في قاعة أفراح في قضاء الحمدانية الواقعة شمالي البلاد.
ويقيم الأهالي في الوقت نفسه مجالس عزاء لمن دفنوا أمس الأربعاء من الضحايا.
ووصل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى المنطقة صباح اليوم لتقديم التعازي لأهالي الضحايا ولزيارة الجرحى.
وزار السوداني المصابين في الحادثة الموجودين في المستشفى الجمهوري، وتابع تقديم الخدمات العلاجية الكاملة لهم. كما سيلتقي بأقارب الضحايا.
وأمر رئيس الوزراء بإنزال أقصى العقوبات القانونية على المقصرين والمهملين المتسببين في حادثة الحريق الأليم. ويحمل مديري الوحدات الإدارية مسؤولية متابعة المخالفين لشروط السلامة في المرافق العامة.
وعقد اجتماعا أكد فيه توجيهاته بمواصلة تفتيش المباني العامة وقاعات المناسبات والمطاعم والفنادق، وفحص شروط السلامة العامة والاحتياطات وإجراءات الوقاية من الحرائق والحوادث المحتملة.
ويقول مسؤولون عراقيون إن نتائج التحقيقات التي بدأت في الحريق ستعلن خلال 72 ساعة.
ماذا حدث؟
كانت النيران قد اندلعت في قاعة أفراح خلال حفل زفاف في قضاء الحمدانية في محافظة نينوى شمالي العراق، وقتل في الحريق، بحسب وزارة الصحة العراقية، أكثر من 100 شخص، وأصيب أكثر من 150 آخرين.
وأكدت محكمة تحقيق الموصل المكلفة بالتحقيق في الحادث، في بيان لها، أن الألعاب النارية كانت السبب الرئيسي في احتراق القاعة المسقفة بمادة البلاستك القابلة للاشتعال.
وأوضح البيان أن" إحاطة سقف القاعة بأقمشة سريعة الاشتعال، كانت سببا أيضا في الحريق، ما أدى إلى اشتعال السقف وانقطاع التيار الكهربائي، ولم يكن هناك مخرج بعد إغلاق الباب الرئيسي للقاعة".
وأشارت المحكمة إلى أن" باب الطوارئ كان صغيرا ومخفيا وبسبب العدد الكبير للمدعوين داخل القاعة ولم يصل إليه أحد، إذ إن النيران تسببت في حالة ذعر وتدافع وانتشرت بصورة سريعة ما تسبب في وفاة أكثر من 100 شخص وإصابة حوالي 150 شخصا وهم بحالة خطرة".
وقالت المحكمة أيضاً إن "قاضي التحقيق تفقد مكان الحادث وأصدر التوجيهات للأجهزة الأمنية بالقبض على المتسببين في الحادث ، حيث اعتقل بعض العاملين في القاعة والمشرفين على تنظيم كوشة العرس ونصب الألعاب النارية ".
الأسباب المحتملة للحريق
وقالت مديرية الدفاع المدني العراقي إن "الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة، نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال ومنخفضة التكلفة تنهار خلال دقائق عند اندلاع حريق"، حسبما نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وأظهرت صورة نشرتها الوكالة العشرات من رجال الإطفاء وهم يكافحون النيران، كما أظهرت صور نشرها صحفيون محليون على وسائل التواصل الاجتماعي البقايا المتفحمة داخل القاعة.
وشوهد رجال الإطفاء وهم يتسلقون فوق حطام المبنى بحثا عن ناجين، صباح الأربعاء.
وقال شهود عيان إن مئات الأشخاص كانوا يحتفلون عندما اشتعلت النيران في المبنى، في حوالي الساعة (22:45) بالتوقيت المحلي (19:45 بتوقيت غرينتش) فجر الأربعاء.
وقال نائب محافظ نينوى، حسن العلاق، لوكالة رويترز للأنباء إنه تأكد مقتل 113 شخصا، لكنه أضاف أن عدد القتلى والجرحى قد يرتفع.
ودعا الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، إلى فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات فاجعة حريق عرس الحمدانية في محافظة نينوى.
وكتب رشيد في تدوينة له على منصة إكس "ما حصل لأبنائنا في قضاء الحمدانية فاجعة مؤلمة، وحادث اعتصر قلوبنا وقلوب كل العراقيين".
وشدد الرئيس العراقي على ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث واتخاذ إجراءات السلامة كافة لمنع تكرار حوادث مشابهة.
ونشر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، على موقع إكس المعروف سابقا باسم تويتر أنه طلب من المسؤولين "حشد كل الجهود لتوفير الإغاثة للمتضررين من الحادث المؤسف".
وقال أحمد الدوبرداني، نائب رئيس مديرية صحة نينوى، في مؤتمر صحفي إن خمسين شخصا على الأقل في حالة حرجة، وأصيب نصفهم على الأقل بحروق.
وقال "أغلبية الجرحى احترقوا بالكامل. وكانت جروح البعض الآخر ما بين 50 إلى 60 في المئة من أجسادهم. وهذا ليس أمر سييء جدا".
وأضاف أن غالبية المصابين من فئة الشباب، ولم يخرج أحد من المستشفى حتى الآن.
قاعة الأفراح عقب إطفاء النيران.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر العراقي على موقع إكس بأن عدد الضحايا من القتلى والجرحى بلغ 450 شخصا.
وقال نجم الجبوري، محافظ نينوى حيث اندلع الحريق، في وقت سابق- إنه لا توجد أرقام نهائية للضحايا بعد، ما يشير إلى أن عدد القتلى قد يرتفع.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر إن الحروق والاختناق أو نقص الأكسجين أدت إلى وفاة أكثر الضحايا في قاعة الحفل.
ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين وجثث ضحايا من تحت الأنقاض المتفحمة في محافظة نينوى الشمالية.
وتجمع الناس في باحة مستشفى قريب لتقديم التبرعات بالدم بينما كانت سيارات الإسعاف تنتقل من موقع الحريق إلى المستشفيات.