يصرّ الرئيس دونالد ترامب على أن البلاد تخطت المرحلة الصعبة من مواجهة فيروس كورونا المستجد، لكن الاحصاءات القاتمة التي يسجلها الوباء تصعب جهوده في اللحاق بخصمه الديموقراطي جو بايدن قبل ايام من الانتخابات الرئاسية.
وتشير الأرقام الى تسجيل أميركا أعدادا قياسية يومية من الإصابات بـ «كوفيد ـ 19» بلغت 89 ألف إصابة مساء السبت، وهي حصيلة اعلى بكثير من 83 الف اصابة سجلتها في اليوم السابق، بحسب جامعة جونز هوبكنز، وبلغ إجمالي الوفيات 225 ألفا من أصل 8 ملايين ونحو 600 ألف إصابة، وهي أعلى حصيلة في العالم.
وتعزز هذه الارقام اتهامات الديموقراطيين ومنهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لترامب بأنه «أخفق تماما» في إدارة أزمة الوباء.
وقال أوباما في كلمة له خلال تجمع حاشد في ميامي بفلوريدا دعما للمرشح الديموقراطي إنه «بعد ثمانية أشهر على بدايتها، لاتزال الحالات الجديدة تسجل أرقاما قياسية»، وأضاف «كان سيكون صعبا على أي رئيس أن يدير هذه الجائحة.
لكن فكرة أن البيت الأبيض لم يفعل شيئا سوى أنه أخفق بالكامل، هي هراء».
وأمام مؤيدين من سكان فلوريدا أتوا بسياراتهم لحضور هذا التجمع، وجه أول رئيس أسود للولايات المتحدة اللوم إلى الملياردير الجمهوري بسبب عدم امتلاكه حتى الآن خطة لمحاربة فيروس كورونا، على حد قول أوباما.
وتابع أوباما «دونالد ترامب لن يقوم فجأة بحمايتنا جميعا. هو لا يمكنه حتى أن يتخذ الخطوات الأساسية لحماية نفسه»، مشيرا بذلك إلى دخول ترامب المستشفى إثر إصابته في وقت سابق بـ «كوفيد ـ 19».
وانتقد أوباما أيضا فشل الرئيس في إدانة الداعين إلى تفوق العرق الأبيض، وقال «يمكننا أن نجعل الأمور أفضل.. هذا ما يدور حوله التصويت، ليس جعل الأمور مثالية، لكن تحسينها».
ولكن ترامب تجاهل انتقادات أوباما قائلا على تويتر ان الرئيس السابق لم يكن لديه سوى «47 شخصا» في هذا الحدث، وتابع «لم يكن يتمتع بالطاقة، لكن مازال أفضل من جو!».
كما تجاهل استطلاعات الرأي التي مازالت تظهر أن منافسه الديموقراطي يقود السباق إلى البيت الأبيض.
وعن وسائل الإعلام السياسية والإعلامية التي تنقل الأرقام قال «تريد أن تحبطكم. هذه الاستطلاعات أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات».
وسخر أمام بضعة آلاف من أنصاره في مؤتمر انتخابي مكتظ في الهواء الطلق بولاية نورث كارولاينا، إحدى الولايات الحاسمة، من الحرص الزائد الذي تلتزم به حملة بايدن الانتخابية.
وشارك الرئيس المتأخر في الاستطلاعات، في ثلاثة لقاءات انتخابية في يوم واحد، مستهدفا ولايات أساسية.
ووعد أنصاره تحت أشعة الشمس الحارقة بأنه سيحقق تعافيا سريعا من الضرر الاقتصادي الناجم عن إجراءات العزل العام التي اتخذت لمكافحة الفيروس والتي دمرت شركات صغيرة وجعلت الملايين بلا عمل.
وتابع «هذه الانتخابات هي اختيار بين انتعاش ترامب الفائق وكساد بايدن»، مسلطا الضوء على وعوده بالانتعاش الاقتصادي السريع. وتابع «تعلمون، سأراكم وأسمعكم واحترمكم.. إذا انتخبت رئيسا، لن تكون هناك ولايات حمراء أو ولايات زرقاء، فقط الولايات المتحدة».
وعلى النقيض من هذا المشهد، حذر بايدن من أن شهور الشتاء الوشيكة قد تكون أكثر قسوة بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس. واعتبر خلال تجمع حاشد، وهو أحد حدثين أقيما في مسقط رأسه بولاية بنسلفانيا المتأرجحة، أن «هذه رئاسة دونالد ترامب».
وأضاف «قال دونالد ترامب مازال يقول، نحن نقترب من نهاية الوباء. سيزول. نحن نتعلم كيف نتعايش معه»، وتابع «نحن لا نتعلم كيف نتعايش معه. أنت تطلب منا أن نتعلم كيف نموت به وهذا خطأ».
وقال «ينتظرنا شتاء قاتم ما لم نغير أساليبنا».
وأدلى بايدن بهذه التصريحات خلال مؤتمر انتخابي في مدينة بريستول، حيث احتشد أنصاره في سيارات وشاحنات لتجنب العدوى، وحرصت حملة بايدن الانتخابية على أن يكون في كل سيارة أربعة ركاب كحد أقصى.
وسخر ترامب في لامبرتون من هذا المؤتمر الذي شاهده على شاشة التلفزيون، وقال «كان هناك عدد قليل للغاية من السيارات. لم أر قط جمهورا كهذا من قبل.. كان حشدا صغيرا جدا جدا».
الى ذلك، هددت إيفانكا، ابنة الرئيس وصهره جاريد كوشنر، وكلاهما من كبار المساعدين بالبيت الأبيض، بمقاضاة مجموعة من الجمهوريين المناهضين لترامب لنشرهم إعلانات على لوحة إعلانية في ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويورك تربطهم بوفيات كورونا في البلاد.
ووجه المحامي مارك كاسويتز، الذي يمثل إيفانكا وكوشنر، هذا التهديد في رسالة إلى مشروع لينكولن ووصف الإعلانات بأنها «كاذبة وخبيثة وتنطوي على تشهير»، وأضاف أنها تشكل «تشهيرا شائنا ومخزيا».
وقال كاسويتز في رسالته التي نشرها مشروع لينكولن على تويتر «إذا لم تتم إزالة هذه اللوحات الإعلانية على الفور، فسنقاضيكم على ذلك مما سيكلفكم بلا شك تعويضات ضخمة وتأديبية».
لكن مشروع لينكولن رد في بيان من خلال تدوينات منفصلة «مجانين! اللوحات الإعلانية ستبقى في مكانها».