اندلعت اشتباكات بين القوات الأمنية العراقية ومتظاهرين امس في العاصمة بغداد في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق المظاهرات الاحتجاحية في 25 اكتوبر 2019 التي راح ضحيتها نحو 600 قتيل وأكثر من 25 ألف مصاب.
وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين متظاهرين والقوات الأمنية التي حاولت تفريق المتظاهرين بالقرب من مبنى المجلس الوطني السابق، وذلك على الرغم من تعهد الحكومة بحماية المتظاهرين ومنع أي احتكاك مع القوات الأمنية المنتشرة في الشوارع.
وتوافد المتظاهرون الى ساحة التحرير وسط بغداد حيث معقل الاحتجاجات الرئيس وهم يحملون الاعلام العراقية وصور الضحايا الذين سقطوا في احتجاجات العام الماضي.
ونقلت قنوات تلفزيونية رسمية مشاهد للمتظاهرين من داخل الساحة وهم يعرضون مطالبهم التي ركزت على المطالبة بمحاسبة المتورطين بقتل المتظاهرين في احتجاجات العام الماضي فضلا عن محاربة الفساد والإسراع بإجراء الانتخابات المبكرة.
وشهدت ساحات التظاهر في بغداد و8 محافظات في وسط وجنوبي البلاد تجمعات لمتظاهرين.
واستخدمت قوات الأمن العراقية مدافع المياه وأطلقت الغاز المسيل للدموع باتجاه المحتجين في بغداد لمنعهم من عبور حواجز على جسر يؤدي إلى مبان حكومية. كما وقعت مناوشات مع مئات المتظاهرين في بعض المدن الجنوبية.
وكانت قوات الأمن قد انتشرت بكثافة للسيطرة على الاحتجاجات لمنع المتظاهرين من عبور جسر الجمهورية بالعاصمة الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تقع فيها المباني الحكومية والبعثات الأجنبية.
كما فرضت الاجهزة الامنية اجراءات مشددة، حيث قطعت عددا من الطرق المؤدية الى ساحة التظاهر فضلا عن قطع الحركة على جسر السنك القريب.
ودعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول في بيان المتظاهرين الى عدم التظاهر خارج ساحة التحرير ببغداد كونها مؤمنة بالكامل.
كما دعاهم الى التعاون مع الاجهزة الامنية والابلاغ عن أي حالة سلبية او مشبوهة وعدم السماح لبعض المدعين بالانتماء للمتظاهرين بالاعتداء على القوات الامنية المتواجدة لحمايتهم.
وأكد ان لدى الاجهزة الامنية تعليمات صارمة باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يحاول التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة او يعتدي على الاجهزة الامنية والمتظاهرين.
اما في محافظة البصرة جنوبي البلاد فشهدت ساحة البحرية وسط المحافظة تجمع المتظاهرين تلبية لدعوات عدد من تنسيقيات طلبة الجامعات والمدارس.
وطالب المتظاهرون بالكشف عن مصادر تمويل الاحزاب السياسية الحاكمة ومحاسبة القادة الامنيين الذين اصدروا اوامر بالاعتقال والقتل والقمع بحق المتظاهرين.
ودعا المحتجون كذلك الى الالتزام بالموعد المحدد لإجراء الانتخابات المبكرة في البلاد والمحدد في السادس من شهر يونيو من العام المقبل.
وفي مدينة الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار المجاورة للبصرة، شهدت ساحة الحبوبي مظاهرة واسعة بمشاركة الآلاف من المتظاهرين ومعظمهم من شريحة الشباب.
ونقل تلفزيون الناصرية المحلي مشاهد للمتظاهرين وهم يحملون الاعلام العراقية وصورا لناشطين مختطفين ومجهولي المصير حتى الآن فيما تحدث عدد منهم بمطالب المحتجين التي تلخصت بمحاسبة قتلة المتظاهرين وإجراء انتخابات مبكرة نزيهة.
وتكرر المشهد ذاته في مدن النجف وواسط وميسان والديوانية والمثنى وكربلاء.
ودعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء العراق.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء أحمد ملا طلال، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» إن «الكاظمي دعا لقراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء العراق من المتظاهرين والقوات الأمنية بالتزامن مع المبادرة التي دعا إليها المتظاهرون في ساحة التحرير».
وكان الكاظمي قد دعا في خطاب امس الاول الى سلمية التظاهر، قائلا انه في الوقت الذي يؤكد فيه ان التظاهر السلمي حق اصيل من حقوق الشعب فانه يدعو الى الحيطة والحذر من محاولات من وصفهم بعديمي الوطنية في اخراج التظاهرات عن سلميتها او جرها الى الصدام مع الاجهزة الامنية او الاضرار بالأموال العامة والخاصة.