من إعادة الحجر العام في اوروبا إلى عودة ارتفاع الإصابات المحلية في الصين، يواجه العالم ضغطا كبيرا للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد على ابواب شتاء يقول مسؤولون انه سيكون صعبا.
وتتوقع أوروبا التي «فوجئت» بعنف الموجة الثانية من وباء كوفيد-19 الذي أصبح «يفوق طاقتها»، أشهرا صعبة وتضاعف اجراءاتها الجديدة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب أمس الأول «مثل كل جيراننا، يغرقنا التسارع المفاجئ للوباء بفيروس يبدو أنه يكتسب قوة مع اقتراب الشتاء وانخفاض درجات الحرارة».
وأضاف الرئيس الفرنسي «مرة أخرى، يجب أن نتحلى بالكثير من التواضع، فنحن جميعا في أوروبا متفاجئون بتطور الفيروس»، قبل أن يعلن عن فرض حجر لمدة شهر واحد على الأقل.
وقال إن البلاد قد تشهد «ما لا يقل عن 400 ألف حالة وفاة إضافية» خلال بضعة أشهر إذا لم يتم فعل أي شيء.
وأكد ماكرون «نحن جميعا في النقطة نفسها، نواجه موجة ثانية تفوق طاقتنا وأصبحنا نعرف أنها ستكون على الأرجح أنها ستكون أقسى واكثر فتكا من الموجة الأولى».
ولم يستبعد وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أمس حدوث موجة ثالثة للجائحة، وقال إنه قد يكون هناك نحو مليون شخص مصاب بالفيروس في فرنسا في الوقت الراهن.
وبذلك أصبحت فرنسا واحدة من البلدان أو المناطق النادرة في أوروبا - إلى جانب إيرلندا ومقاطعة ويلز البريطانية - التي تختار حجر سكانها بالكامل، وهو الإجراء الذي يشكل أقوى سلاح ضد الانتشار السريع للفيروس.
وفرضت العديد من الدول الأوروبية الأخرى قرارات حظر تجول وهو إجراء يوصف في أغلب الأحيان بأنه خطوة أخيرة قبل إعادة فرض حجر كامل. وفي ألمانيا أعلنت المستشارة أنجيلا ميركل عن إجراءات جذرية بما في ذلك إغلاق لمدة شهر واحد للمطاعم والمراكز الترفيهية، إلى جانب دعم تصل قيمته إلى عشرة مليارات يورو لمساعدة الاقتصاد على تخفيف الصدمة.
وحذرت المستشارة الألمانية أمام البرلمان إن فصل الشتاء سيكون صعبا، وقالت «أربعة أشهر طويلة وصعبة. لكنها ستنتهي».
وتدرس إيطاليا تشديد القيود المفروضة على الحركة، وتشمل إجراءات إغلاق على نطاق محلي.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن مسؤولين حكوميين القول إن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي يريد أن يستغل الأسبوع المقبل لتقييم كفاءة أحدث قيود تم فرضها قبل اتخاذ قرار بفرض قيود أخرى.
وقال المتحدث باسم الحكومة البلجيكية إيف فان ليثيم الذي يؤيد فرض حجر عام من جديد «الأسوأ لم يأت بعد». واعترف رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو بأنه «قد يكون من الضروري اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة في الأيام المقبلة».
في انجلترا يتضاعف عدد الإصابات كل تسعة أيام حسب دراسة نشرت أمس. في الشرق الأوسط، أعربت إيران الدولة الأكثر تضررا من الوباء في المنطقة عن أسفها لوفاة 415 شخصا بالفيروس خلال 24 ساعة، وهو رقم قياسي جديد.
وقالت السلطات إن المرضى يضطرون للوقوف في طوابير للوصول إلى الأسرة في بعض المستشفيات، والطاقم الطبي يعبر عن «تعب نفسي وجسدي» ونقص في معدات العمل. في آسيا، سجلت روسيا ارتفاعا قياسيا جديدا أمس على غرار الأسبوع الماضي بكامله، حيث رصدت 17717 إصابة أمس منها 4906 حالات في موسكو وبهذا ترتفع حصيلة الإصابات الكلية إلى مليون و581693 منذ بدء الجائحة.
كما أعلنت السلطات تسجيل زيادة قياسية في حالات الوفاة بالمرض، حيث أودى بحياة 366 شخصا خلال 24 ساعة مما يرفع حصيلة الوفيات الرسمية إلى 27301.
وفي الصين التي احتفلت منذ اشهر بالقضاء على الفيروس، أفادت لجنة الصحة الوطنية بأنها تلقت تقارير عن تسجيل 47 إصابة مؤكدة جديدة في البر الرئيسي.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن اللجنة أن 23 من الإصابات انتقلت إليها العدوى محليا، بينما 24 حالة كانت قادمة من الخارج.
وكانت جميع الحالات المعلنة في الاسابيع الاخيرة تأتي من الخارج.
وتخطى عدد المصابين في الهند ثمانية ملايين بحسب بيانات نشرتها وزارة الصحة أمس، وهي ثاني دولة في العالم من حيث عدد المصابين بالفيروس خلف الولايات المتحدة. لكن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس الفتاك في الهند والبالغ 120 ألفا هو أقل بكثير بالمقارنة مع نظيره في الولايات المتحدة التي سجلت لغاية اليوم أكثر من 230 ألف حالة وفاة.
وعلى الرغم من أن الهند سجلت في الأيام الأخيرة تباطؤا في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس، إلا أن السلطات تستعد لموجة وبائية بعد «ديوالي»، المهرجان الديني الأضخم في البلاد والذي يصادف هذا العام في 14 نوفمبر ويتزامن مع بداية فصل الشتاء.