انتقل السباق العالمي مع تفشي فيروس كورونا المستجد من مرحلة البحث عن لقاح الى مرحلة التوزيع المتوقع لها ان تبدأ الشهر المقبل، بعد أن أصبح نحو اربع لقاحات في مرحلة انتظار التراخيص اللازمة.
وتحاول روسيا الانخراط في هذا السباق العالمي لتوزيع اللقاحات، حيث أعلنت السلطات الصحية الروسية أن الشحنات الدولية الأولى للقاح «سبوتنيك V» ضد فيروس «كوفيد -19» ستبدأ مطلع العام المقبل. وذكر بيان على حساب اللقاح في «تويتر» ـ حسبما أوردت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية: «ستبدأ الشحنات الدولية الأولى للقاح للعملاء في يناير من العام المقبل، بناء على الشراكات الحالية مع الشركات المصنعة الأجنبية». وأضاف البيان: «سيتمكن المشترون، الذين قدموا طلباتهم مؤخرا، من تسلم دفعات اللقاح الأولى بدءا من مارس 2021».
وقد أعلنت موسكو أن لقاحها «سبوتنيك- V» الذي طوره مركز أبحاث غاماليا في موسكو، فعال بنسبة 95%. وأشار بيان صادر عن المركز ووزارة الصحة الروسية والصندوق السيادي الروسي المشاركين في تطوير اللقاح إلى أن هذه نتائج أولية لتجارب على متطوعين بعد 42 يوما من حقن الجرعة الأولى. إلا أنه لم يذكر عدد الحالات المستخدمة لاحتساب نسبة الفعالية.
وفي السياق، قال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف حسب البيان، إن اللقاح المكون من حقنتين سيقل ثمنه عن 20 دولارا للفرد الواحد، في الأسواق العالمية وإنه سيتاح مجانا للمواطنين الروس. وبذلك يكون سعر اللقاح أرخص مرتين من سعر اللقاحات ذات الفعالية المشابهة.
وفيما يواصل الفيروس تفشيه متجاوزا الـ59 مليون و300 الف اصابة، ومليونا و400 الف وفاة حول العالم بحسب احصاءات جامعة جونز هوبكنز، أعلنت فرنسا ودول اوروبية البدء بتخفيف القيود المفروضة لاحتواء وباء «كوفيد-19» مع تراجع عدد الإصابات الجديدة في فرنسا.
وقد اجتمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع «مجلس الدفاع» أمس لوضع اللمسات الأخيرة على القرارات، لتخفيف القيود قليلا، في حين يأمل الفرنسيون بقواعد أقل صرامة مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة.
ويجري تخفيف القيود على ثلاث مراحل، بدءا من الأول من ديسمبر، ثم قبل عطلة الميلاد، وأخيرا مطلع عام 2021. وحذر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس بأن هذا الإعلان لن يعني إلا «تخفيفا طفيفا للإغلاق».
ويعتمد العديد من زعماء دول أوروبا الغربية، نبرة مماثلة حذرة ومتوازنة، كما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي أعلن أنه اعتبارا من مطلع ديسمبر، وبعد أربعة أسابيع من الإغلاق في إنجلترا، سيجري اعتماد استراتيجية معدلة محليا مترافقة مع برنامج واسع لإجراء فحوص.
وأضاف في التصريحات التي أدلى بها عبر الفيديو «لكننا تخطينا مرحلة والنهاية تلوح في الأفق».
في المقابل، يواصل الوباء تفشيه في أميركا الشمالية، حيث تزداد الإصابات بشكل مطرد في الولايات المتحدة،. وتأمل السلطات الأميركية المباشرة بحملة التطعيم منتصف ديسمبر، بمجرد حصول اللقاحات على ترخيص إدارة الغذاء والدواء «FDA»، كما أعلن المسؤول المكلف جهود التطعيم في إدارة دونالد ترامب، منصف السلاوي.
وتعتزم الحكومة تطعيم 20 مليون شخص من أكثر المعرضين للخطر في ديسمبر، ثم من 25 إلى 30 مليون شخص كل شهر بعد ذلك.
لكن اقتراب عيد الشكر الموافق غدا يثير قلق السلطات الصحية، حيث سافر العديد من الأميركيين للقاء عائلاتهم. وازدحمت المطارات بشكل غير مسبوق منذ ظهور الوباء، بينما اصطف المسافرون للخضوع لفحص كورونا.
شمالا، تخضع تورونتو أكبر مدن كندا لإغلاق منذ الاثنين لمدة 28 يوما بسبب ارتفاع عدد الإصابات. وأعلن رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو دوغ فورد أن «الوضع مقلق جدا».