فور الإعلان عن إعطاء الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الضوء الأخضر للتعاون مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن، بدأت الوزارات والمؤسسات الأميركية التنسيق لحصول فريق الرئيس المنتخب على الدعم الفيدرالي اللازم لعملية نقل السلطة.
وأعلنت وزارة الدفاع (الپنتاغون) أنها ستبدأ فورا بالتنسيق مع الفريق الانتقالي لبايدن من أجل توفير كامل خدمات ما بعد الانتخابات بطريقة مهنية ومنظمة وبما يتناسب مع الأمن القومي.
وقالت المتحدثة باسم «الپنتاغون» سو غو، في بيان، إن الوزارة تلقت اتصالا من فريق الرئيس المنتخب ونائبته كامالا هاريس، وأن الوزارة ستبدأ على الفور بتقديم الدعم للفريق بما يتوافق مع النظام الأساسي.
بدورها، أعلنت إدارة الخدمات العامة الأميركية (GSA) بدء عملية نقل السلطة، ويطلق على «البروتوكول الأولي» في القوانين الأميركية اسم ascertainment أي «التأكد/ التثبت»، من الفائز بالسباق.
ولا تبدأ عملية انتقال الرئاسة قبل اتخاذ هذا الإجراء الذي قامت به الوكالة الفيدرالية بعد أن رفضت طوال الفترة الماضية الإقرار بفوز بايدن.
وكانت مديرة الوكالة إميلي مورفي قد أعلنت عقب إجراء الانتخابات، أنها لم تتمكن من معرفة الفائز، واستندت الوكالة إلى تقييم أحد معدي قانون الانتقال الرئاسي الذي قال انه «عندما تكون المنافسة متقاربة، لا يتخذ المسؤول قرارا».
وGSA هي إدارة تتبع الجهاز التنفيذي، ومديرتها، عينها ترامب، لكنها لا يفترض أن تكون مسيسة ومهمتها هي تسهيل الانتقال الرئاسي وتسيير عمل الوكالات الفيدرالية.
وبشكل عام، ما يعنيه إعلان GSA هو تنويه الحكومة الفيدرالية ببدء الانتقال من إدارة برئاسة ترامب إلى أخرى برئاسة بايدن، وانطلاق التعاون بين فريقي المرشحين، إضافة إلى توفير 6.3 ملايين دولار من التمويل الفيدرالي للفريق الانتقالي.
وستتولى الإدارة توفير مساحة مكتبية في واشنطن لهذا الفريق والتنسيق مع الوكالات الفيدرالية للتخطيط لتغييرات محتملة.
وستسمح للفريق ببدء الاستعدادات الضرورية قبل التنصيب الرسمي، المتوقع في 20 يناير، والوصول إلى معلومات استخبارية حول التهديدات في العالم.
يوهانيس أبراهام، من فريق بايدن الانتقالي، قال ان الإجراء يعني بدء عملية الانتقال رسميا والعمل مع الوكالات الفيدرالية.
وأضاف «سيبدأ المسؤولون في الفريق الانتقالي الاجتماع مع المسؤولين الفيدراليين لمناقشة الاستجابة للوباء، ومراجعة مصالح أمننا القومي».
وتقول شبكة «سي بي أس» إن عدد موظفي الفريق الانتقالي لترامب، في 2016، بلغ 328 موظفا وقد قاموا بالعمل مع 42 وكالة حكومية. وفي عام 2008، قدر عدد فريق أوباما بنحو 349 موظفا كانوا ينسقون مع 62 وكالة.
ورغم تخليه عن موقفه الرافض منذ أسبوعين للإفراج عن الدعم، في خطوة غير مسبوقة في التاريخ الأميركي، إلا أن الرئيس الجمهوري لم يعترف بعد مباشرة بفوز خصمه الديموقراطي. وتوعد في تغريدة بمواصلة «المعركة»، فيما يستمر بتقديم الشكاوى القضائية لإثبات حصول تزوير في الانتخابات، لكن دون جدوى تذكر. وكتب ترامب في تغريدة ان «قضيتنا تمضي بقوة وسنواصل المعركة.. وأنا أؤمن بأننا سننتصر، لكن لمصلحة بلادنا، أوصي بأن تقوم إميلي وفريقها بما يلزم عمله فيما يتعلق بالبروتوكولات الأولية وأبلغت فريقي بأن يقوم بالشيء ذاته».
ووصف أحد مستشاري ترامب الخطوة بأنها مشابهة لما تم إطلاع المرشحين عليه أثناء الحملة الانتخابية، وقال ان تغريدة ترامب لم تكن إقرارا بالهزيمة.
وردا على ذلك، وصفت حملة بايدن تصريحات ترامب الأخيرة بأنها «خطوة ضرورية لبدء معالجة التحديات التي تواجه أمتنا، بما في ذلك السيطرة على الوباء وإعادة اقتصادنا إلى المسار الصحيح».
واعتبرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أمس الخطوة رضوخا لضغوط الجمهوريين، وقالت ان بيان ترامب الذي لم يصل إلى حد إعلان رسمي بخسارته، جاء بعد أن صادق مجلس ولاية ميتشيغان على نتائج انتخابات الولاية، فضلا عن ضغوط أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، جنبا إلى جنب مع قادة الأعمال، على ترامب لبدء الانتقال السلمي.
وأعقبت سلسلة من الهزائم المدوية لترامب داخل أروقة المحكمة العليا التي أقرت بفوز بايدن في الولايات الرئيسية مثل جورجيا وميتشيغان.
وقالت «ان ترامب قام خلال الأيام الماضية بجهد غير مسبوق لإلغاء نتائج الانتخابات من خلال التقاضي، والضغط العلني على مسؤولي الانتخابات في الولاية، إلا أن جميع تكتيكاته في هذا الشأن أثبتت فشلها حتى الآن».
وقد ازداد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون الذين انضموا للداعين لبدء المرحلة الانتقالية، بمن فيهم روب بورتمان من ولاية أوهايو ولامار ألكسندر من تينيسي وشيلي مور كابيتو من وست فرجينيا.
وقال بورتمان «إنه لا يوجد دليل، حتى الآن، على أي أعمال تزوير أو مخالفات واسعة النطاق من شأنها أن تغير النتيجة في أي ولاية»، ودعا إلى بدء عملية الانتقال رسميا.
كما دعا ألكساندر، الذي سيتقاعد بعد هذا العام، ترامب إلى «وضع مصلحة البلاد أولا»، مضيفا «أن الشعب الأميركي سيقدر آخر عمل تقوم به وانت تنهي مهمتك في الحياة العامة».
وسبق الموقف المستجد من ترامب اعلان بايدن الدفعة الأولى من اعضاء ادارته والعديد منهم عمل في إدارة الرئيس باراك أوباما، مثل أنتوني بيلنكن الذي سيكون وزير الخارجية المقبل، وجانيت يلين التي ستتولى وزارة الخزانة.
وسيعود وزير الخارجية الأسبق جون كيري (76 عاما) أيضا إلى البيت الأبيض بصفة مبعوث خاص للرئيس لشؤون المناخ، في مؤشر على الأهمية التي يوليها بايدن لهذا الملف.
وقال بايدن بعدما أعلن عن كبرى أسماء إدارته «أنا بحاجة لفريق جاهز منذ اليوم الأول»، مكون من أشخاص «ذوي خبرة ويجيدون التعامل مع الأزمات».