يشكل تعيين العديد من المسؤولين الناطقين بالفرنسية في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مثل جون كيري أو أنتوني بلينكن محاولة واضحة لكن غير حاسمة لتحقيق تقارب وتسهيل الحوار الفرنسي- الأميركي، لكن إصلاح العلاقة عبر ضفتي الأطلسي سيحتاج إلى جهود أكبر.
وأمضى بلينكن، الذي تم تعيينه في منصب وزير الخارجية الأساسي في الإدارة، شبابه في فرنسا، بينما كان جون كيري المبعوث الخاص للمناخ يمضي عطلة في بريتاني مسقط رأس والدته. أما ميشيل فلورنوي المرشحة لمنصب وزير الدفاع فتعلمت اللغة الفرنسية في بلجيكا وعملت في فرنسا.
وقوبل قدوم هؤلاء المسؤولين الكبار إلى الإدارة بترحيب في باريس التي تتوقع اتصالات سلسة.
وذكر مصدر في الحكومة الفرنسية أن «بلينكن ولودريان يتحدثان مع بعضهما البعض بلا تكلف وبلينكن فرانكوفوني وفرانكوفيلي وهذا جيد جدا»، في إشارة إلى إتقان بلينكن للغة الفرنسية وحبه للثقافة الفرنسية. وأضاف «هذا امتياز لفرنسا».
وأكد مصدر آخر في الإليزيه الفكرة قائلا إن ذلك «سيسهل العلاقات».
في هذه الأثناء، تواصل محاولات ترامب للطعن بنتائج الانتخابات تلقي الانتكاسة تلو الأخرى، فقد انتهت إعادة فرز الأصوات التي طالبت بها حملته في ميلووكي، أكبر مقاطعة بولاية ويسكونسن، بحصول الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن على المزيد من الأصوات.
فبعد إعادة فرز ما يقرب من 460 ألف صوت في ميلووكي، بات الفارق بين الاثنين 132 صوتا إضافيا لصالح بايدن. وفي المجمل حصل بايدن على 257 صوتا إضافيا مقابل 125 صوتا لترامب.
كانت حملة ترامب قد طالبت بإعادة الفرز في اثنتين من أكبر مقاطعات ويسكونسن من حيث عدد السكان، وهما مقاطعتان تميلان الى الحزب الديموقراطي، وذلك بعدما خسر الولاية بأكثر من 20 ألف صوت.
وستتكلف حملة ترامب ثلاثة ملايين دولار نظير عملية إعادة الفرز في المقاطعتين. ومن المتوقع أن تنتهي مقاطعة دين من إعادة فرز الأصوات اليوم.
وسبق ذلك، رفض محكمة استئناف اتحادية طلبا قدمته الحملة لحجب إعلان الرئيس المنتخب فائزا بالتصويت في ولاية بنسلفانيا الحاسمة.
والحكم انتكاسة كبيرة أخرى لجهود ترامب الرامية لقلب نتيجة الانتخابات. وقال ستيفانوس بيباس نيابة عن لجنة مؤلفة من ثلاثة قضاة «الانتخابات الحرة النزيهة شريان الحياة لديمقراطيتنا. ومزاعم وقوع ممارسات جائرة أمر خطير. لكن وصف الانتخابات بأنها غير نزيهة لا يجعلها كذلك»، مشيرا إلى أن المزاعم تفتقر إلى أدلة.
من جهته، وصف مدير الأمن الإلكتروني الأميركي السابق كريس كريبز، مزاعم ترامب عن حدوث تزوير في الانتخابات بأنها ادعاءات «هزلية». وقال كريبز الذي أقاله الرئيس المنتهية ولايته، لوصفه انتخابات الثالث من نوفمبر بأنها الأدق في التاريخ الأميركي، إن المزاعم عن تلاعب دول أجنبية في أنظمة تسجيل الأصوات لا أساس لها من الصحة.