بانتظار حصول اللقاحات على التراخيص من وكالة الغذاء والدواء الأميركية، تواصل الولايات المتحدة كسر الأرقام القياسية في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، فيما تتأهب بريطانيا وروسيا لبدء حملات واسعة للتطعيم خلال الأيام القليلة المقبلة.
فقد سجلت المستشفيات الأميركية خضوع أكثر من مئة ألف مريض للعلاج من مرض «كوفيد-19» خلال 24 ساعة. وهي المرة الأولى التي يسجل فيها هذا المستوى في الدولة الأكثر تضررا من الجائحة على صعيد جميع الاحصاءات، حيث سجلت أيضا أكثر من 2700 وفاة جديدة وهو مستوى يومي لم تشهده منذ أبريل على ما أفادت جامعة جونز هوبكنز.
وبعيد أيام من عيد الشكر، يخشى خبراء الأوبئة في الولايات المتحدة من أن الرحلات التي قام بها ملايين الأميركيين للاحتفال بهذه العطلة العائلية مع أحبائهم ستفاقم وضع الجائحة في البلاد.
وأحصت كاليفورنيا وحدها أكثر من 20 ألف إصابة بكوفيد-19 أمس الأول، لتصبح الولاية الأميركية التي تسجل أكبر عدد من الإصابات اليومية منذ بداية الجائحة، وفقا لمرصد «كوفيد تراكينغ بروجكت».
في الأثناء، ذكرت شبكة (سي إن إن) الأميركية أن ثلاثة رؤساء سابقين للولايات المتحدة تطوعوا بأخذ اللقاح أمام الكاميرات، وهم: باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون ويأملون في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الثقة في سلامة اللقاح وفعاليته، حيث يحاول مسؤولو الصحة العامة إقناع الجمهور بالتطعيم بمجرد أن تجيز وكالة الغذاء والدواء الأيميكية «ا ف دي ايه» اللقاح.
يشار إلى أن مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية، روبرت ريدفيلد، كان قد رجح بلوغ عدد وفيات كوفيد-19 في الولايات المتحدة 450 ألفا بحلول فبراير المقبل، محذرا من أن هذا الشتاء قد يكون «أصعب وقت في تاريخ الصحة العامة لهذه الأمة».
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي دخل السباق العالمي للبدء بالتطعيم مراحل متقدمة، حيث أعلن جوناثان فانتام المسؤول الكبير بوزارة الصحة، أن بريطانيا ستتسلم أولى الدفعات من لقاح شركتي «فايزر- بيونتيك» خلال «ساعات وليس اياما» كما كان يتوقع.
وكانت وزارة الصحة قالت ان 800 ألف جرعة كافية لتطعيم 400 ألف شخص ستصل الأسبوع المقبل. وأعرب فانتام عن اعتقاده بأن مسؤولي الصحة في أوروبا وأميركا سيعطون الضوء الأخضر للقاح فايزر خلال أيام أيضا، بحسب ما نقلت عنه «بي بي سي».
جاء ذلك بعدما اتهم انتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية وأمراضها السلطات الصحية البريطانية بعدم التدقيق كما تفعل إدارة الغذاء والدواء الأميركية «اف دي ايه».
لكن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية دافعت عن قرارها بإعطاء الضوء الأخضر للقاح بأنها تقوم بدراسته منذ شهور..
وقالت صحيفة «ذي اندبنت في مقال افتتاحي أمس إن توزيع اللقاح على المستوى الوطني سيتطلب جهدا تنظيميا هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
كما سيحتاج الوزراء إلى حملة اعلامية قوية أفضل بكثير من الرسائل المتضاربة والفوضوية التي صدرت عن الحكومة منذ بدء الجائحة. كما سيتعين مواجهة تحدي المعارضين للتطعيم.
وأضافت الصحيفة أنه بعد وجبة دسمة من الأخبار السيئة امتدت لمدة عام تقريبا منذ بدء الجائحة، باتت موافقة المملكة المتحدة على لقاح مصدرا يبعث على الارتياح والفرح.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها بتأكيد أنه بطبيعة الحال، فإن تطعيم بلد يبلغ عدد سكانه 66 مليون نسمة سيفرض تحديات هائلة، وسيتطلب أكبر عملية لوجستية منذ الحرب العالمية الثانية. وستكون ثمة حاجة أيضا إلى حملة اتصالات.
وفي محاولة للتفوق في السباق العالمي نحو اللقاحات وبعد ساعات على الإعلان البريطاني، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء تلقيح الروس «على نطاق واسع اعتبارا من نهاية الأسبوع المقبل».
لكن الاستجابة جاءت اسرع من ذلك، حيث أعلن سيرغي سوبيانين عمدة موسكو في تصريح صحافي أنه سيفتح سجلا إلكترونيا للتطعيم للعاملين في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية ابتداء من اليوم الجمعة، و«إن عمل مراكز التطعيم بلقاح «سبوتنيك - v» في موسكو سيبدأ في الخامس من ديسمبر الجاري اي غدا.
وكانت أزمة «كوفيد-19» اعتبارا من أمس محور اجتماع خاص في الأمم المتحدة يقوم خلاله زعماء ورؤساء بمداخلات عبر الانترنت. لكن سيغيب عنه قادة دول كبيرة من بينهم الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ والبرايلي جايير بولسونارو.
وفي الشرق الأوسط، تجاوزت ايران أكثر دول المنطقة تضررا أمس، عتبة المليون إصابة بكوفيد-19، على ما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري.
وسجلت مليونا و3 آلاف و494 إصابة منذ الإعلان عن أولى الحالات في فبراير، كما أوضحت لاري عبر التلفزيون الحكومي. وأسفر الوباء عن وفاة نحو 50 ألفا.