بعد أن حظر موقع تويتر حسابه ووجه مجلس النواب الأميركي التهمة إليه، يجد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب نفسه معزولا أكثر من أي وقت مضى ويتوجه إلى فلوريدا، أملا في استقبال أكثر حفاوة من سكان هذه الولاية المشمسة، قبل بضع ساعات من تنصيب خلفه الديموقراطي جو بايدن على متن طائرة رئاسية إلى نادي مارالاغو الفاخر الذي يملكه، حيث ينوي أن يستقر.
وقرر عدد من أبنائه أيضا الهروب من العاصمة الأميركية المؤيدة للديموقراطيين، والتوجه إلى ولاية فلوريدا في جنوب البلاد.
ويقول كريغ بيتمان وهو من مواليد فلوريدا ومؤلف كتب عدة حول الولاية، إن «عائلة ترامب قد تفاجأ بمعرفة أن اللوائح الانتخابية في المقاطعات الجنوبية الرئيسية الثلاث وهي بالم بيتش وبروارد وميامي-ديد، يسيطر علها الديموقراطيون».
لكن خلال السنوات الأربع من حكمه، بنى ترامب رغم كل شيء قاعدة متينة من المناصرين في فلوريدا، خصوصا في صفوف ذوي البشرة البيضاء في المناطق الريفية والمتحدرين من أميركا اللاتينية المحافظين.
وأحد أوفى أنصاره هو الكوبي الأميركي المتحدر من ميامي إنريكي تاريو، زعيم جماعة «براود بويز» (الصبية الفخورون) وهي ميليشيا يمينية متطرفة.
وقد أوقف هذا الأخير في واشنطن قبل يومين من الهجوم على الكابيتول وكان بحوزته مخزنا ذخيرة لأسلحة نارية ذات طاقة عالية.
وأفادت وسائل اعلام بأن إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر مستشار الرئيس، اشتريا أرضا تبلغ قيمتها 30 مليون دولار لبناء منزل في انديان كريك فيلدج وهي جزيرة في شمال ميامي بيتش معروفة بأنها أحد الأماكن الأغلى في البلاد.
كل ذلك يطرح أسئلة حول ما سيفعله أفراد عائلة ترامب في فلوريدا، وإذا ما كانوا ينوون الاستفادة من شعبيتهم لدى جزء من سكان هذه الولاية.
ويرى بيتمان «ربما عندما يجدون مكانا جيدا للاستقرار، سيجد أفراد عائلة ترامب فرصا أخرى». وبحسب وسائل إعلام أميركية، تنوي إيفانكا ترامب الفوز بأحد مقعدي فلوريدا في مجلس الشيوخ، الذي يشغله حاليا ماركو روبيو. إلا أن موعد الانتخابات لا يزال بعيدا في نوفمبر 2022.
ويؤكد بيتمان «هناك عدد كبير من الفقراء في فلوريدا الذين يمكن أن يساعدونهم». ويضيف «لكن يجب أن يكون ذلك ملموسا أكثر من تقديم لفائف ورق مرحاض إلى الحشود»، في إشارة إلى ما فعله ترامب للمنكوبين جراء إعصار في بورتوريو عام 2017.