- ترامب في خطاب الوداع: فخور بأني اول رئيس لم يبدأ حربا جديدة وحركتنا هي البداية
- بايدن يتسلم إرث ترامب الثقيل.. وأولويات الأميركيين «كورونا» و«الاقتصاد»
- الإدارة الجديدة ترفض تطبيق رفع حظر السفر الذي أعلنه الرئيس المنتهية ولايته
يدخل الرئيس الديموقراطي جو بايدن البيت الأبيض اليوم، ليبدأ ولايته على رأس بلد يشكك عشرات الملايين على رأسهم سلفه دونالد ترامب في شرعيته، ويحصد فيه وباء كوفيد-19 أكثر من ثلاثة آلاف أميركي كل يوم، ويتم تسجيل مليون شخص في برنامج البطالة كل أسبوع.
وطالب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب امس في آخر يوم لرئاسته بالصلاة من أجل نجاح الإدارة المقبلة في كلمة تضمنت أيضا أبرز إنجازات إدارته.
وفي كلمة أخيرة عشية مغادرته البيت الأبيض وتنصيب جو بايدن رئيسا قال ترامب "لا توجد أمة يمكنها أن تزدهر إذا فقدت إيمانها بقيمها وتاريخها وأبطالها، هذه هي المصادر الأساسية لوحدتنا وحيويتنا".
وشدد على أن "أميركا ليست أمة خجولة بأرواح مكبوتة تحتاج لمن يحميها ويحفظها ممن قد يعارضها.. نحن الآن ويجب أن نظل دائما، أرضا للأمل والنور والمجد لكل العالم".
وقال الرئيس الأميركي "سيتم تنصيب إدارة جديدة ونحن نصلي من أجل أن تنجح في ابقاء أميركا آمنة ومزدهرة"، في إشارة إلى إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الذي سينصب اليوم رئيسا للولايات المتحدة خلفا لترامب.
وركز ترامب على أهم إنجازات إدارته، قائلا "لقد أعدنا فرض الفكرة المقدسة في أميركا، بأن الحكومة تستجيب للشعب، وأعدنا التذكير بأنه في أميركا لا ننسى أحدا، لأن الكل مهم وكل شخص يملك صوتا".
وأردف "لقد استلمتُ أضنى الحروب وأصعب المعارك، وواجهت أكثر القرارات صعوبة، لأن هذا هو السبب الذي دعاكم لانتخابي.. أجندتنا لم تكن بشأن اليمين أو اليسار، ولم تكن تخص الجمهوريين أو الديمقراطيين، بل مصلحة الأمة، وما تعنيه للأمة كافة، لقد تمكنا من استعادة قوة أميركا في الداخل والقيادة الأميركية خارجا، وقمنا ببناء أعظم اقتصاد في تاريخ العالم".
وأضاف "قمنا بإحياء تحالفاتنا وجمعنا دول العالم للوقوف أمام الصين، وكنتيجة لديبلوماسيتنا الجريئة ومبادئنا الواقعية، حققنا سلسلة من الانتصارات التاريخية باتفاقيات السلام في الشرق الأوسط، إنه فجر لشرق أوسط جديد ونقوم بجلب جنودنا إلى موطنهم".
وقال ترامب: "أنا فخور بالذات بأن أكون أول رئيس منذ عقود لم يبدأ حربا جديدة، كل المسؤولين كانوا مرعوبين بشأن الاعتداء على الكابيتول، العنف السياسي هو هجوم على كل ما نقدّره كأميركيين، لا يمكن تقبله بتاتا".
وتابع ترامب معددا انجازاته قائلا، قمنا بتوقيع قانون تمويل العناية الصحية وأنتجنا لقاحي كورونا بسرعة قياسية ومررنا إصلاحات لنظام العدالة الجنائية، وعينا 300 قاض فيدرالي من أجل تفسير دستورنا بشكل أفضل.
واضاف: وقفنا في وجه الصين وقضينا على ابو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" وقتلنا الإرهابي الأكبر الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وختم كلمته قائلا: "الآن، أستعد لمنح السلطة إلى الإدارة الجديدة، أود أن أعلمكم بأن الحركة التي بدأناها ما هي إلا البداية".
وتكتسب مراسم التنصيب أهمية غير مسبوقة، ترافقها اجراءات أمنية حولت العاصمة واشنطن إلى مربع امني، يشبه المنطقة الخضراء في بغداد كما يصفه محاربون قدماء.
وعشية تسلم رئيسهم الجديد، حدد الاميركيون الاولويات التي يجب عليه التركيز عليها، واعتبرت غالبيتهم أن قضيتي مواجهة «وباء كوفيد -19» وانعاش الاقتصاد الاميركي المتعثر، على رأس تلك الاولويات، بحسب استطلاع جديد نشرته وكالة اسوشيتد برس «أ.ب» أمس.
وقال 53% من الأميركيين انهم يعتبرون وباء كورونا واحدا من بين اهم خمس قضايا يريدون من الادارة الجديدة معالجتها هذا العام، في حين اعتبر 68% أن الاقتصاد هو الأهم.
وطغت تلك الاولويات بشكل واضح على القضايا الاخرى التي ينوي بايدن التركيز عليها مثل الهجرة والعلاقات الخارجية والمناخ والعنصرية. وكتبت الاسوشيتد برس ان مصير بايدن يرتكز على معالجة ادارته للوباء.
وفي المرتبة الثالثة حلت الاهتمامات الصحية الأخرى، بنسبة 41% من المستطلعين. فيما تراجعت السياسة في اهتمامات الاميركيين الى المرتبة الرابعة بنسبة 33%، والعنصرية والتمييز العرقي حلت في المركز الخامس بنسبة 24%.
وفي المرتبة السادسة جاء التغير المناخي الذي يعتبره بايدن قضية اساسية وتعهد بالعودة لاتفاق باريس للتغيير المناخي منذ اليوم الاول، فيما حلت قضية الهجرة في المرتبة الثامنة والسياسات الخارجية في المرتبة العاشرة على سلم اولويات الاميركيين بحسب الاستطلاع الذي نشرته الوكالة.
وبالعودة الى يوم التنصيب التاريخي، تعهد وزير العدل الأميركي بالوكالة، الالتزام إلى جانب أجهزة إنفاذ القانون بضمان مراسم تنصيب آمنة وأنها لن تتهاون مع أي شخص يحاول إفساد يوم التنصيب بالعنف أو بأي عمل إجرامي آخر، وسيتم اعتقاله ومحاكمته.
وبعد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» ذكرت فيه أن مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي اي» حذر في تقرير من أن المتطرفين اليمينيين فكروا في التظاهر بأنهم أعضاء بالحرس الوطني في واشنطن، قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر انه تم اجراء تدقيق في أكثر من 25 ألف جندي من الحرس الوطني يتم نشرهم للمساعدة في حماية مبنى الكونغرس الأميركي (الكابيتول) الذي سيشهد مراسم التنصيب، بعد نحو اسبوعين فقط من هجوم انصار ترامب عليه.
ونصبت الحكومة حول مبنى الكابيتول، أسوارا لا يمكن تسلقها مزودة بأسلاك شائكة ومنطقة أمنية كبيرة غير مسموح للجمهور بدخولها.
منعت منذ أيام دخول المتنزهات العامة الرئيسية بما في ذلك مركز التسوق الوطني «ناشيونال مول» في واشنطن وأغلقت الجسور عبر نهر بوتوماك بين فرجينيا ومقاطعة كولومبيا. وتم إغلاق أكثر من 12 محطة لقطارات الأنفاق حتى يوم التنصيب اليوم.
وبالتزامن مع الاستعدادات ليوم التنصيب شهد الكونغرس أمس، كما استثنائيا من جلسات المصادقة على التعيينات الرئاسية الجديدة لإدارة بايدن.
وكان على جدول اللجان المختصة، 5 جلسات منفصلة للمصادقة على تسمية وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، إضافة إلى وزير الأمن القومي أليخاندرو مايوركاس، إضافة إلى مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينس، وصولا إلى وزيرة الخزانة جانيت ييلين.
أما المصادقة النهائية على هذه التعيينات فلن تحصل قبل تسلم بايدن منصبه.
وفي واحدة من أكبر العقبات التي أصر الرئيس المنتهية ولايته على وضعها أمام خلفه حتى اللحظة الخيرة، قراره برفع الحظر المفروض على القادمين من البرازيل وغالبية الدول الأوروبية. وأعلنت المتحدثة باسم الرئيس المنتخب أن الإدارة المقبلة لن تطبق القرار.
وفي تغريدة على تويتر قالت جين ساكي التي ستتسلم مهام المتحدثة باسم البيت الأبيض اليوم ايضا، إنه «مع تدهور الوضع الوبائي وظهور فيروسات متحورة أكثر عدوى حول العالم، فإن هذا ليس الوقت المناسب لرفع القيود المفروضة على السفر الدولي».